عاصفة المواطن والأحرار تحطم المالكي وائتلافه

 

لم تسلم جرة ائتلاف دولة القانون هذه المرة وكما هو متعارف عليه في المرات السابقة بل تحطمت بكل مافيها من غرور وكبرياء وغدر وجاءت الضربة القاضية هذه المرة من ائتلاف المواطن الذي ضاق ذرعا بتصرفات المالكي وفريقه المتعجرف وقرر ركوب سفينة التحالفات بعيدا عن امواج دولة القانون التي تحمل في جوانبها وهيجانها كل انواع المكر والخداع. وجاء انفرط عقد التحالف بين ائتلاف المواطن مع دولة القانون بعد ان تمادى فريق المالكي بمطالبه وشروطه وبعد ان ايقن ائتلاف المواطن ان فريق المالكي انما يماطل ويناور ويتأخر في التوقيع على الاتفاقيات من اجل ان يحقق ما يريد ومن ثم يتخلى عن اتفاقه مع ائتلاف المواطن ،ولسوء حظ المالكي وفريقه ان ائتلاف المواطن فهم اللعبة هذه المرة جيدا بل هو يعلمها من اليوم الأول الا انه كان يقرر القبول والسكوت اما خوفا على المشروع او زهدا بالمناصب الا ان الحديث هذه المرة اختلف كثيرا لأنه يتعلق باستحقاق وبخدمات بات على الجميع تقديمها . ائتلاف المواطن كان واضحا منذ البداية مع دولة القانون في موضوع الاستحقاق وفي موضوع الشراكة الا انه ومن اجل ان لا يكون سبب انفراط عقد التحالف قرر القبول بثلاث محافظات رغم ان استحقاقه أربعة محافظات وترك المحافظات الأخرى لفريق المالكي وائتلافه شرط ان تكون ميسان لتيار الأحرار وان يتم إشراكهم في المحافظات الأخرى هم والفائزين من جميع القوائم. ان تحالف المواطن مع القانون بالطريقة التي أرادها فريق المالكي كانت ستاثر كثيرا على أئتلاف المواطن وعلى قاعدته الكبيرة العريضة التي وجدت في برنامج ائتلاف المواطن فرصة حقيقية لتغيير واقع المحافظات المتردي وان منح المحافظات والتنازل عن استحقاق طبيعي كان سيكون فيه مخاطر حقيقية على مستقبل أئتلاف المواطن خاصة لو كان قد تنازل عن البصرة لائتلاف المالكي ولعبد الصمد تحديدا لان استمرار عبد الصمد يعني بقاء علي سنافي وعبد الله عويز في نهب اموال ابناء البصرة،وهذا المعنى عمل عليه ائتلاف دولة القانون وهو دق اسفين الفرقة بين المواطن وبين أئتلاف المواطن. لقد حصد المالكي وائتلافه ما زرع من غرور ومكر عندما خرج من ربيع انتخابات مجالس المحافظات باسوء الحظوظ وبات من المؤكد انه سيخسر معظم امتيازاته لائتلاف المواطن ولكتلة الاحرار وربما سيحصل على محافظتين او ثلاث على ابعد تقدير بعد ان كان اتفاقه مع المجلس الاعلى يمنحه سبعة محافظات وستكون خسارته لبغداد والبصرة وذي قار والنجف والسماوة والكوت ومحافظات اخرى نهاية حقيقية لمرحلة انقضت بالغش والختل وعدم الايفاء بالعهود والوعود. يبقى ان يعلم الاحرار ان أئتلاف المواطن لم يخذلهم في اصعب الظروف وبات حق رد الدين والاعتذار عن الماضي فضيلة لا اعتقد ان الاحرار يتاخرون عنها وان لا يخذلوا المواطن وائتلاف المواطن من جديد كما فعلوا في تحالفهم النيابي وبدل ان يقفوا مع ائتلاف المواطن وكان في حينه المجلس الاعلى وقفوا الى جانب المالكي وهو من كسب الاصوات بعدائه لهم. يبدوا ان الفرصة مناسبة جدا للاحرار والمواطن للعب دور الخادم الحقيقي لابناء الشعب العراقي واعتقد ان قربهم من الشارع ووجود القاعدة الجماهيرية الحقيقية عند الطرفين ستكون دعامة اساسية لنجاحهم في بناء محافظتي اولا وبذلك سيكتبون عهدا خاليا من المنافسين الاخرين الذي فشلوا في تقديم الخدمات للمواطن.