يا رحمتك ربي لدينـا رجـال» فضـاء» عـراقـيـون!!

 

حين سمعت هذا المصطلح أول مرة ؛ تباهيت في داخلي ؛ لاسيما وانه قد تردد على لسان كبار رجالات الدولة العراقية وفي المقدمة منهم دولة رئيس الوزراء ؛ ومن ثم على لسان كبار القادة الأمنيين سواء في الجيش أو الشرطة . ومثلما تقول الفنانة رجاء الجداوي في مسرحية عادل إمام الشهيرة ( يا شماتة ابلى طازه فيّ ) و ( يا فرحة ما تمتش ) فقد تبين لي أن الجماعة لا يتحدثون عن (علم فضاء) عراقي ولا عن (رجال فضاء) عراقيين ؛ وإنما يتحدثون عن منتسبين أمنيين يعطون جزءا من رواتبهم إلى رؤسائهم مقابل أن يبقوا في بيوتهم آمنين غانمين تاركين أولاد الخايبة الآخرين ممن يحتاجون كل فلس؛ ويحتاجهم الوضع الأمني كل دقيقة ؛ بمواجهة الإرهاب والمفخخات فضلا عن الشمس والحر والبرد والأمطار . • مقترح أرسله لي احد الأصدقاء الشعراء ؛ وجدته معقولا ؛ ولمعقوليته هذه أود أن أضعه اليوم تحت أنظار السادة القيمين على امن الوطن والمواطن ؛ ففيه حلول كثيرة بالنسبة للبطالة ؛ وبالنسبة لما تحدث عنه السيد الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية الأستاذ الاسدي في لقاء أجراه له الصديق الإعلامي كريم حمادي ؛ عن نقص المنتسبين الذين يمكنهم تماما أداء ما مطلوب منهم وبكفاءة تتطلبها التحديات . • يقول صديقي الشاعر في مقترحه : في مدخل كل دائرة من دوائر العراق تجد شرطيا أو أكثر وظيفتهم فقط أن يستلموا منك الموبايل عند دخولك الدائرة ويعيدونه لك عند خروجك منها . وبحسبة بسيطة لعدد الوزارات والمؤسسات والدوائر نجد إن هناك (فيلق شرطة وموظفين) لا شغل لهم سوى (كيشوانية الموبايلات) وبحسبة بسيطة أخرى ونحن نعرف إن راتب الشرطي الواحد أكثر من مليون ومائتي ألف دينار أي ما يعادل راتب أربعة خريجي كليات (إن حالفهم الحظ في التعيين) نكتشف أن هناك مليارات الدنانير تصرف شهريا كرواتب لشرطة (كيشوانيات الموبايلات)!! وإذا كانت (كيشوانيات الموبايلات) مهمة امنيا إلى هذه الدرجة ولبساطة العمل فيها فلماذا مثلا لم تفكر الحكومة أن تجعلها وظيفة للمعاقين أو وظيفة مؤقتة للخريجين الذين من الممكن تحويلهم بعد تحسن الأمن وإلغاء (شغلة جيب موبايلك هاك موبايلك) إلى أعمال تناسب تخصصاتهم وبذلك توفر الدولة أربع وظائف لأربعة معاقين أو خريجين بدلا من كل شرطي يستلم راتب أربعة من حملة البكالوريوس ويجلس في مدخل الدائرة تحت جهاز تكييف ( ويأكل بيه السبع أسبوعين) ولا عمل له سوى (جيب موبايلك ... هاك موبايلك) ؟؟ • اعرف أن انشغالات رئيس الحكومة لا تتيح له متابعة ما ينشر في الصحف ؛ مثلما اعرف عن الاسدي انه أسد في المتابعة وتأشير النقاط الايجابية في ما يطرحه الزملاء والعمل عليها ؛ لذلك أضع أمامه هذا المقترح ؛ بانتظار الحلول الناجعة لمسألة (الفضائيين) العراقيين ؛ فلا نريد أن نتصادم مع الأشقاء الأمريكان أو أولاد العم الروس؛ وان كان الفضاء الآن ( صاير خري مري ) !!