الألتفاف على الاتفاقيات وألتلاعب بالوقت


بعد 50 يوم من  نتائج الانتخابات المحلية , استغلال الوقت كان احد العوامل والادوات التي استخدمها الساسة للتلاعب بمقدرات المواطن ومتطلباته الخدمية خاصة , وكان من المفروض ان تكون هنالك رؤية واضحة قبل الانتخابات وخلال فترة النتائج من تحديد الخريطة الاكثر خدمة للمواطن , دولة القانون كان لها اتفاقيات مسبقة مع ائتلاف المواطن , ومفاوضات الايام السابقة  تدلل على اختيار الاصلح والاكثر قدرة  على ادارة المحافظة , المواطن اعطى صوته وقام بما مطلوب منه  وتفويض من يقوم بشؤون الخدمات , ينتظر بفارغ الصبر تشكيل الحكومات المحلية , طبيعة النتائج كانت تشير الى اشتراك القوى  الفائزة من اجل البناء ومنع الالتفاف في تشكيل الحكومات المحلية , نتائج الانتخابات عقد بين القوى السياسية عليها القبول بها , وبعد تجربة العراق خلال هذه السنوات وغياب القوانين من تنظيم الاحزاب وطبيعة النظام الانتخابي ( سانت لوكو ) , وجد متسع لوجود عدة قوى بمقعد او مقعدين , القوى الطامعة بالسلطة ارادت تشكيل الحكومات من خلال استقطاب القوى الصغيرة , وهذا ما يعني تبعثر القرارات وخضوعها لأرادات متعددة , من جانب أخر حدث صراع داخل القوائم المتحالفة بين أحزابها وزج الشارع كما حدث في البصرة للمطالبة بأعادة تعيين نفس المحافظ السابق , وهذا خطأ في مسارات الديمقراطية حينما يزج الشارع في أليات استلام المناصب والمواطن لا يدرك أهمية وجود محافظ قوي لأدارة المحافظة ولا يقدر من هو صاحب الاختصاص والادارة , ثم لا يعرف ما هي العراقيل التي تواجهه في المنصب , ودوره ينتهي بصندوق الاقتراع وتفويض المرشحين من يضع بهم ثقته , وهنا زج الشارع في غاية الخطورة حينما ينقل النقاش على استلام الادارات المحلية وتقييم الكفاءات , وهذا الدور يعطى لأصحاب الاختصاص والتفويض بالنيابة عن المواطن , ثم عدد أصوات شخص لوحده لا يؤهله ان يكون محافظ كما يدعى أن ذلك مخالف لأرادة الناخب , ثم ان العقد مع الاحزاب في داخل القائمة لا يعني هيمنة حزب على قرار بقية الاحزاب وليس من حق حزب حصل على مقعد ان يفرض نفسه على اخر حصل على  5 مقاعد كما حدث في البصرة والناصرية والنجف وغيرها من المحافظات , ومثل هكذا تصرف نقض للعقد داخل القائمة ونقض للاتفاقيات مع الكتل الاخرى , وبذلك ما الضير من تحالف تلك الكتل وتشكيل حكومات منسجمة تكون أغلبية في المحافظات وبذلك نؤمن  بالعقد الدستوري , ما نتج وجود مساعي لعرقلة الأتفاقيات والألتفاف وعدم السماح للشخصيات الوطنية الكفوءة في استلام الملفات , وحتى السماح للبعض بالتحالف مع الشيطان مع أجل الاستحواذ , وهذا ما يعني عدم الايمان بالتبادل السلمي لتداول السلطات وهيمنة  جهات من اجل تكرار الفشل  ومنع نجاح الاخرين ..