العراق ومواجهة الاحداث في المنطقة |
احداث متسارعة تشهدها الساحة الاقليمية، من احداث سوريا وتاجيل جنيف 2، واعداد اللاجئين السوريين المتزايدة في دول الجوار السوري وتطورات الاحداث التي اخذت مديات كبيرة، وعدم تمكن اي طرف من حسم الامور نتيجة المواقف الدولية تجاهها ومازال الكر والفر يتسيد الموقف في الساحة السورية وهو شان داخلي سوري ولكن يجب الحذر من امتداداتها كي لاتؤثر في الداخل العراقي، الى تركيا وما تشهده من حركات احتجاجية يتابعها الجميع بقلق بالغ وعدم معرفة تداعياتها، وكيف تكون؟ هل تستمر وتنتج واقعا جديدا؟ ام ستنتهي كما تريد حكومة اردوغان؟ بالاضافة الى الانتخابات الايرانية التي باتت وشيكة، وهل تحمل معها تغييرا في المواقف ولاسيما الملف النووي الذي يستقطب العالم، بالاضافة الى الصفحات الاخرى فيما يخص الداخل الايراني او السياسة الخارجية الايرانية، والامر لايختلف هنا ايضا حيث مايجري في ايران وتركيا ايضا شان داخلي شعوبها كفيلة بقول كلمة الفصل، هذه الاحداث لابد ان تكون لها تاثيرات على الساحة العراقية سلبا او ايجابا لان العلاقات الدبلوماسية مع بعضها مازالت يشوبها بعض التدهور لاسباب معروفة، وهناك دول اخرى في المنطقة علاقاتها الدبلوماسية مع دول الجوار العراقي جيدة وعكس ذلك مع العراق، واتهمت هذه الدول في اكثر من مناسبة بان دورها سلبي من العراق وتساهم في تدهور الوضع الداخلي العراقي. ومن هنا يجب ان يكون الاداء السياسي العراقي بمستوى المسؤولية لمواكبة الاحداث وتطوراتها وحماية الساحة العراقية من تداعياتها في ضوء الازمة العراقية التي مازالت مستمرة، الاحداث هذه تفرض على الساحة العراقية ضرورة القيام بحراك سياسي عراقي حقيقي وليس امام وسائل الاعلام فقط لحلحلة العقد الخلافية وترميم البيت العراقي، التفكك في العلاقات بين الكتل والكيانات السياسية لايخدم المصلحة العراقية العليا، لان الكثير من الكتل والكيانات علاقاتها متوزعة بين دول الجوار وغيرها وتكون على عكس الموقف العراقي الرسمي في اكثر الاحيان، وهناك دول تستضيف مؤتمرات للكيانات العراقية لاتخدم المصلحة العراقية وتساهم في زيادة الاحتقان العراقي الداخلي، العلاقات الدولية تكون انعكاسا للوضع الداخلي، وكلما كانت الاوضاع الداخلية لاي بلد متماسكة فان الدول تنظر اليها نظرة تختلف عن تلك الدول التي تشهد صراعات داخلية. والصراعات الداخلية تساهم الى حد بعيد في التدخلات الخارجية في الشان الداخلي، والمنطقة برمتها تسير في اتجاهات مختلفة واحداث متسارعة تعرف بداياتها ولاتعرف نهاية لها، والازمات متوزعة بعناوين مختلفة هنا وهناك، الاداء السياسي الذي يتسم بالهدوء والعمل بالمعايير الصحيحة وقراءة مستقبلية تستقرئ الاحداث ومعرفة المسارات التي قد تبرز الى الواجهة بعيدة عن العواطف هو المطلوب اليوم من العراق، ليتم على ضوئها رسم السياسة العراقية بما يحافظ على البلد وشعبه اولا ومن ثم بناء العلاقات معها بما يخدم الصالح العام، العلاقات الدبلوماسية قد تتدهور بين الدول نتيجة مواقف او سياسات معينة وباتباع دبلوماسية ناجحة كفيلة بازالتها، ولكن هناك علاقات تاريخية تربط الشعب العراقي وشعوب الدول الاقليمية او المنطقة يجب مراعاتها ايضا، والمؤسف هناك بعض التصريحات لبعض الكيانات تجاه ما يحدث في تركيا او سوريا وان كانت شخصية ولاتعبر عن مواقف العراق الرسمية لاتعتبر ناضجة او سليمة في الوقت الحاضر ولاتخدم مصلحة الشعب العراقي، ويجب ان لايغيب عن البال ان الحكومات تنتهي وترحل والشعوب تبقى، وكل الامل بالكيانات العراقية ان تتجاوز خلافاتها لحماية ما تحقق للعراقيين خلال السنوات المنصرمة. |