هذا ما وصل إليه طلبة الجامعات |
لا يخفى على احد من أصحاب الدراية ما هي الانتقالة التي تمثلها الجامعة في حياة الفرد العراقي فهي انتقاله نوعية بكل المقاييس سوى على الصعيد الاجتماعي أو الثقافي إضافة إلى تفريغ كل القدرات وفي شتى المجالات ، فعندما كان الطالب الجامعي في العقود المنصرمة يدخل الحرم الجامعي ، يبدأ بتطوير إمكانياته وقدراته شيئاً فشيء ويفجر كل طاقاته الشبابية في مجال اختصاصه حتى يخرج إلى الحياة المهنية وهو ملم بكل ما موجود ضمن جوانب عمله ، ويبدأ بقطف ثمار تعبه وجهده ولم يفكر ماذا سيكون بعد الجامعة ؟ وما هو المستقبل المجهول الذي ينتظره ؟ فلا يوجد لديه أي نوع من الإحباط . أما اليوم فكل هذه المقاييس اختلفت ونكمش الطموح عند الشاب العراقي وانحسرت إبداعاته في داخله فكل الظروف التي حوله تعطي مؤشرات الإحباط والفشل ! وكل ما حاول أن يقرأ الواقع ويتفهم ما هو موقفه المستقبلي يصطدم بمجهول ينبئه بفشل سيحتل حياته بعد الجامعة فيتخرج ويبقى جليس البيت أو يعمل بأعمال لا تمت بصلة إلى دراسته وتخصصه ويندب ما ضاع من سنين عمره وراء وهم التعليم والعلم، ومن هذا المنطلق صار الطالب الجامعي لا يعي اهتماما لنفسه ولم يطور إمكانياته ويتخندق عن أي شيء ممكن أن يدخله مجال العمل في الواقع فنشئت من هذه الثقافة ثقافة الاستهزاء والسخرية بالحياة الجامعية واللعب طوال هذه الفترة وصار المستوى العلمي والثقافي في الجامعة في تدني مستمر ولربما العلمية التي امتلكها في المراحل السابقة هي أقوى ممّا سيمتلكها في الجامعة ولو عملنا باستفتاء بسيط عن علمية الطلبة المتخرجين -و أنا منهم- سنجد أنه خاوي من أي معلومة حقيقية قد أكتسبها داخل الجامعة ولربما المعلومات التي يعتمدها هي معلومات قد أكتسبها قبل الجامعة ، فلا بد أن تعي الدولة خطورة هذا الأمر وتهيئ الأرضية المناسبة للمتخرجين من الجامعات بأن يأخذوا دورا في الحياة العملية وبناء مجتمعهم بشكل حضاري متطور . |