راهن بعضهم على الغيرة لتحقيق الفوز على المنتخب العماني. " اللاعبون سيحققون الفوز في مباراتهم أمام عمان بغيرتهم"، هكذا قالوا، لكن الغيرة لم تكن من مقومات الفوز في هذه المباراة التي خسرناها نتيجة ولعبا ولن تكون مطلقا فكرة القدم تعتمد على التكتيك والتكنيك.
لم يبخل نور صبري بغيرته على المنتخب والوطن، إذ شاهدناه متحمسا جدا في هذه المباراة، لكن غيرته لم تمنع اللاعب العماني اسماعيل العجمي وبمساعدة همام طارق، غير المقصودة، من تسجيل هدف في مرماه، وكذلك همام نفسه ذلك اللاعب المتحمس جدا والذي أذرف دموعا حقيقية بعد مساهمته في تسجيل هدف عمان لم ينفع حماسه وغيرته ودموعه من خروج منتخبنا خاسرا، ومثلهما غيرة وحماسة نشأت أكرم الذي اعترض على حكم المباراة بسبب التأخير المتعمد للاعبي عمان بعد تسجيلهم الهدف ( بالمناسبة لن نلوم المنتخب العماني على التأخير المتعمد للحفاظ على نتيجة المباراة فهي ثقافة لا نراها الا في مباريات المنتخبات العربية ومنها منتخبنا الوطني )، ومثلهم سيف سلمان ويونس محمود وعلاء عبدالزهرة وعلي عدنانوأحمد ابراهيم. خسرنا المباراة بالرغم من الحماسة والغيرة التي ظهر عليها منتخبنا وراهن عليها بعضهم. هؤلاء الذين لا يفهمون أن تحقيق الفوز في مباريات كرة القدم يعتمد على مقومات أخرى. مقومات افتقدها منتخبنا في هذه المباراة. لم يحسن مدرب المنتخب بيتروفيتش اختيار التشكيلة المناسبة ، وهذا هو المقوم الأول لتحقيق الفوز، نعني الاختيار الصحيح لتشكيلة المباراة، إذ أشرك اللاعب مثنى خالد الذي أبعده زيكو المدرب الأسبق من صفوف المنتخب منذ مدة ليست قصيرة، ومثله اللاعب نشأت أكرم البعيد عن مستواه، وكذلك علاء عبدالزهرة الذي لم يظهر في المباريات السابقة بمستوى مشجع. أما الطامة الكبرى فهي التي تتمثل في وضع اللاعب أحمد ابراهيم في مركز المدافع اليمين وهو الذي عرفناها لاعبا متميزا في مركز المدافع المتأخر أو المتقدم، والجميع يعلم أن المواصفات المطلوبة للمركزين مختلفة تماما ولا يمكن تطابق مواصفات المدافع اليمين على أحمد ابراهيم. والسؤال هنا : كيف قرر بيتروفيتش أن أحمد ابراهيم يصلح لهذا المركز علما أنه لم يشاهده من قبل يلعب فيه؟. ولم يحسن بيتروفيتش اختيار الخطة المناسبة لهذه المباراة، لاسيما في ظل غياب العمود الرئيس للمنتخب العماني المتمثل في حارس مرماه علي الحبسي، إذ لم نشاهد أي اختبار حقيقي للحارس البديل. لم نشاهد تسديدة من خارج منطقة الجزاء، ولم نشاهد اختراقا من العمق للوصول الى مرمى المنتخب العماني. كيف نشاهد مثل هذه الحالات في ظل غياب الجمل التكتيكية التي تتيح للاعبين التهديف من خارج منطقة الجزاء، أو الدخول في عمق هذه المنطقة. لم نشاهد خطة واضحة لمنتخبنا في هذه المباراة غير المناولات الطويلة من عمق ساحتنا الى المهاجم يونس محمود المحاصر دائما من دون أي اسناد من قبل ثلاثة من مدافعي المنتخب العماني. ولم يتغير الحال في الشوط الثاني بالرغم من تأخرنا بهدف. خسرنا هذه المباراة لأننا افتقدنا الى مقوم الاستفادة من التبديلات المتاحة خلال مجريات المباراة فالتبديلات التي أجراها بيتروفيتش لم تحرك ساكنا فيها، إذ أن اللاعب البديل لم يفعل شيئا جديدا، لم يصنع الفارق، فضلا عن خطأ اختيار اللاعب المناسب لمهمة تغيير النتيجة. ليس المدرب واللاعبين هم مَن يتحمل مسؤولية هذه الخسارة لوحدهم، إذ أن المقوم الأهم لتحقيق الفوز كان قد افتقده المنتخب قبل خوضه هذه المباراة بسبب عدم مبالاة الاتحاد العراقي لكرة القدم والفوضوية التي تعامل بها في مسالة اعداد المنتخب، إذ لم يوفر للمنتخب مباريات تجريبية تتيح للمدرب فرصة مشاهدة حقيقة مستوى اللاعبين والمراكز التي يجيدون اللعب فيها. لقد فقدنا فرصة أخرى للتأهل الى نهائيات كأس العالم كانت في متناول اليد بسبب فوضى الاتحاد في تعامله مع الأحداث الكبيرة والمهمة. آخر الكلام كيف نتأهل الى نهائيات كأس العالم ورئيس اتحادنا يعيد ويصقل أمام شاشات التلفاز والصحف مقولته الشهيرة " عدم تأهل منتخبنا الى نهائيات كأس العالم ليس نهاية العالم ".. كيف نتأهل الى نهائيات كأس العالم وهذا هو الفكر الذي يحمله الرجل الذي يدير اتحاد الكرة.
|