الرمق الاخير

 

 

 

 

 

 

لكل بداية نهاية ألا وجه ربك الكريم الذي ليس له نهاية فهو الأول والأخر. أما في حياتنا هذه تعلمنا إن كل مشروع أو هدف له بداية أو نقطة صفر ونهاية معروفة ومحتومة (وكل نفس لها ما كسبت) , فأما أن تكون نهاياتها جميلة وطيبة أو مريرة لا يذكرها المعاصرون لها إلا بالامتعاض والذم . ففي زماننا هذا وبعد سقوط الدكتاتورية العتيدة تأملنا خيرا بالديمقراطية الجديدة والتي كنا نتابعها في دول المعمورة (عدا الدول العربية طبعا) , حيث كنا نحلم ونتشوق أن تطبق في بلدنا الحبيب .

وبعد أكثر من عقد من السنين لم نجد من يهتم بهذه الديمقراطية التي ضحينا وقدمنا القرابين لأجلها, وأصبحت حبرا على ورق فانتهكت الحريات وكممت الأفواه  وكان حكم الغاب موجودا في بعض الأحيان .إما على المستوى الرسمي التشريعي المتمثل بمجلس النواب (الموقر) والذي يشارف على نهايته المحتومة الذي لا تفيده دفع صدقة السر ولا صلة الرحم الذي أوصى الله بها .فمنذ أكثر من ثلاث سنوات ونيف على انتخابنا للسادة البرلمانيين ووضعنا ثقتنا بهم ليخلصونا من الواقع المرير الذي نعيشه حيث التردي الواضح في الأمن وقلة الخدمات والبطالة والفساد بكل أنواعه وانصراف ممثلي الشعب عن دورهم الرقابي والتشريعي وبات يتربص كلا للأخر عله يحصل على مكسب شخصي يبرزه عند الحاجة متناسين مسؤولياتهم الكبيرة في خدمة هذا الشعب الذي ضحى ما ضحى ليعيش حياة رغيدة تنعم بالأمن والسلام ليعوضوا عن سنين الحرمان والاضطهاد . وللأسف الشديد نرى ممثلي شعبنا الكرام مشغولون بالمشاريع الخاصة والخصومات الشخصية والحزبية والمقاطعات التي أصبحت مودة العصر متناسين قول رسول الإنسانية (ص)((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )) فيوم نرى مقاطعة لهذه الكتلة ويوم أخر لتلك الكتلة ليس لمشروع خدمي أو استراتيجي يهم مصلحة المواطن وإنما لمصالح شخصية .متناسين قول أمير المؤمنين (ع) فلتكن الدنيا اصغر في أعينكم من حُثالة القرظ, وقُراضة الجَلمِ ,واتعظوا بمن كان قبلكم قبل ان يَتعِظَ  بكم من بعدكم , وارفضوها ذميمةٌ , فإنها قد رفضت من كان أشغف بها منكم .