هل وثق (مسعود) ب (نوري)

 

نقض العهود أو (الكذب ) تهمة ألتصقت بالسيد رئيس الوزراء , رغم اصراره على كونه الحريص على مصلحة البلاد والعباد وما عداه فهم معطلون معللاً ذلك برفضهم لحكومة الأغلبية والتي تعني حريته في تسيير الأوضاع .. رغم أن السيد المالكي ذهب إلى ما هو أبعد من الأغلبية وأنفرد بأدارة الحكومة , ولعل توكله مهام ثلاث وزارات أمنية وجهاز المخابرات خير دليل على ذلك , فضلاً عن محاولاته الحثيثة المراد منها ربط الهيئات المستقلة به أو بمكتبه . وكنتيجة للوضع العراقي الشائك تبقى حكومة الأغلبية خياراً ضعيفاً ولا بد من الشراكة والتوافق , لأن البلد متعدد المكونات المذهبية والعرقية, والشراكة علاج لتلك الحالة التعددية .. جميع الأنتخابات التي جرت أفرزت حقيقة أدركها البعض ولسوء حظنا أغفلها أو (تغافلها ) رئيس الوزراء , وهي لا يوجد فائز أو لا يوجد خاسر , أي أن النصف زائد واحد لم تتحقق .. فالعميلة تحتاج إلى تأسيس توافق حقيقي لتسير الأمور وإلا ليس من المعقول أن نبقى نعيش ذات المخاضات في كل مرة !!
المالكي يصطدم بتلك الحقيقة التي صارت (عقبة كؤود ) بوجه تطلعاته الحالمة بالزعامة , وأثرها يعود ليتنازل (مرحلياً ) ثم يعود الكرة مرة أخرى .. لم تعد القوى السياسية تثق بالرجل , والأمر أصبح مرهون بوجود شهود أو تعهدات من آخرين , زيارة دولة الرئيس الأخيرة لأقليم كردستان لم تأتي صدفة أو نتيجة لتنسيق بينه وبين الأقليم , إنما سبقتها زيارات كثيرة مهدت لذلك اللقاء المهم .. في شهر واحد عمار الحكيم يزور أربيل ثلاث مرات , ثم جاءت زيارة الحكيم الأخيرة قبل لقاء المالكي بالبرزاني بيومين فقط !! أي أن هناك درجة كبيرة من عدم الثقة بالرئيس , الأمر الذي عقّد عملية الحل للأزمة المستعرة .
جلس الخصمان وكفالة الحكيم هي الضامن الوحيد لعدم ضياع تلك المفاوضات هباء ولحاقها بسابقاتها التي عُدت مضيعة للجهد والوقت .. قد تكون صدمة لمسعود برزاني قبل غيره , أن السيد المالكي نكص عهده وفض تحالفه (قبل أن يعود من أربيل ) مع الحكيم , ولم تتشكل أي حكومة محلية وفقاً لذلك التحالف , فمن الغريب أن (يكذب ) الرجل على كفيله . لا ندري هل هو درس جديد من دورة ( العهد المنقوض) , أم أنه أدمن ولا يعيش بلا أزمة أو خصم ؟!