كردستان.. بين برواس حسين والمالكي.!؟ |
حجم المشكلات بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم, او بين زعيم كردستان ورئيس الوزراء, او بين "اقليم كردستان والعراق" مثلما يعبر عن ذلك كتاب وسياسيين كرد.! لا يمكن ان تكون مشكلات ازلية, بل هي ازمات اولدتها المواقف المتعصبة, والسياسات الخاطئة لطرفي النزاع, وهي سياسات غذتها مجموعة الاصوات التي اربكت الشارع العراقي سياسيا, مما القى بظلاله على الواقع المعاشي والخدمي للمواطن العراقي. ففي الجانب الذي يقوده المالكي, كان الشهرستاني يطلق تصريحات مجانية للتازيم, فيما كان صقر دولة القانون سامي العسكري يصعد بطريقة تهدم لا تبني, فيما يتعلق بالإقليم كانت المادة 140 من الدستور, ومشكلة كركوك والمناطق المتنازع عليها, ورواتب وتسليح "البيش مركة" والتعداد السكاني, وقانون النفط والغاز والميزانية الخاصة بالإقليم وصلاحياته, هي مواد لصناعة الخلافات, مع العرض ان معظم المشكلات التي اشرنا اليها تحتاج الى تعديل دستوري, وهو قضية صعبة لأنها تحتاج الى تصويت شعبي. ان بعض مواقف الشهرستاني الغامضة ادت الى العتمة وزيادة الشكوك, حول كيفية إدارة ملفي الطاقة والاقتصاد المشتركين مع اقليم كردستان, ولا يتحمل الامر اجتهادات وتوترات, برع الشهرستاني بصناعتها تنفيذا لأجندات مجهولة ومبهمة, وسببت العزلة بين الاقليم والمركز والتي تحتاج الى جهد استثنائي للتخلص منها. ان ذهاب المالكي الى اربيل يجب ان يكون في اطار المحافظة على وحدة العراق, وتعتبر الزيارة طبيعية شريطة ان لا تترتب عليها صفقات سرية وشخصية ومكاسب سياسية. ان كانت الزيارة تأتي ضمن هذا المفهوم، اما اذا كانت ضمن مفهوم تحقيق المكاسب فنتمنى ان لا تترتب على مثل هذه الاجتماعات, والزيارات اي صفقات تعرض وحدة البلاد ومكونات الشعب للخطر. لكن من المهم التأكيد على ان الاتفاقات السياسية يجب ان تكون واضحة وضمن الاطر الدستورية, سيما ما يتعلق منها بالمادة (140) من الدستور الخاصة بالمناطق المتنازع عليها, وملف البيشمركة, وهناك اوليات معلومة, واذا لم تتم هذه الاوليات لا يمكن حسم القضايا العالقة. ومن طريف الصدف ان الشارع الكردي ربما لم يكن مهتم كثيرا بزيارة المالكي لاربيل, وبدا وكأنه غير معني بها بالمرة, فالشارع الكردي منشغل هذه الايام بقضية خروج رمزه المحلي الفتاة الكردية برواس حسين, التي شاركت في برنامج "Arab Idol" الغنائي, حيث خرجت منه ليلة السبت الفائت, مما لف شوارع وازقة اقليم كردستان بحزن عارم..! هذه المفارقة تعطي مؤشرا على ان ما في رأس الساسة الكرد غير الذي في رأس ساسة سلطة بغداد..! |