بعد ثلاث سنوات من آخر زيارة للتوسل لقبوله رئيسا للوزراء مرة ثانية ، تطأ قدم المالكي اليوم 9 حزيران أرض محافظة اربيل لغرض عقد اجتماع لمجلس الوزراء في المحافظة كجزء من تقليد مارسه المالكي في زيارة محافظات اخرى وعقد اجتماع لمجلس الوزراء في تلك المحافظات ، وفي نفس الوقت مناقشة احتياجاتها وتقديم الوعود الكثيرة لتحسين اوضاعها ، ولكنه في هذه الزيارة لن يستطيع القول انه جاء لدراسة مشاكل محافظة اربيل أو اقليم كردستان ، ولكنه ارادها سببا للتغطية على شعوره بانه تنازل وزار الاقليم من اجل اللقاء مع رئيسه وقادته ، وكما صرح موظفوا المالكي انه سيزور اربيل بناء على دعوة من رئيس الاقليم ، صرح موظفوا الاقليم انه لم توّجه دعوة للمالكي بهذا الصدد .
في الترتيبات البروتوكولية للزيارة طلب موظفوا الاقليم موافقة المالكي على برنامج خاص لبعض الوقت ، بعد انتهاء الاجتماعات الرسمية الحكومية ، من اجل التحضير الجيد للاجتماعات السياسية ، ودون الدخول في التفاصيل . ومن باب ابداء حسن النية وافق المالكي على المقترح ، ووضع موظفوا الاقليم كل اجهزتهم لانجاح الزيارة ، فماذا اعدوا له من برنامج ؟؟ تم تشكيل لجنة عليا ضمت في عضويتها وزراء وبرلمانيون من كافة الكتل وممثلين عن منظمات المجتمع المدني وقادة أمنيون لاعداد برنامج الزيارة وتفاصيلها الدقيقة وخرجوا ببرنامج مكثف ، اتفقت عليه جميع اعضاء اللجنة ، وهذه المرة الاولى التي يجري فيها اجماع كوردي على موضوع ما يتعلق بالعلاقة مع السلطة الاتحادية . فما هي قرارات اللجنة ؟؟
قرار اللجنة الوحيد هو اطلاع المالكي على وضع الأقليم من كل جوانب الحياة فيه ، والتفاصيل الفرعية لتنفيذ هذا القرار حوّلت الى لجنة مصغرة ومخوّلة لذلك ، وهذه قررت بدورها : - اجراء بعض التغييرات على المظهر الخارجي للمالكي من اجل التمويه عن شخصيته وذلك من خلال : 1- الباسه الزي الكردي بكل تفاصيله من "الجمداني" مرورا "بالبشتين" ونزولا الى "الكيوة" . 2- نزع نظارته واستبدالها بعدسات لاصقة ذات لون أخضر . 3- نزع خواتمه لانه لايوجد مواطن كردي يحمل مثل هذه الخواتم . 4- صبغ شواربه باللون الأبيض المؤقت .
- بعد هذه التمويهات سيرافق المالكي أحد موظفي رئاسة الاقليم غير المعروفين واحد مرافقي المالكي الشخصيين يختاره هو بنفسه ، وسيتضمن برنامج زيارته الأماكن التالية : 1- جولة حرة في سيارة غير مصفحة عبر شوارع مدينة اربيل القديمة والجديدة ليطلع على عدم وجود سيطرة أمنية داخل المدينة للتفتيش ولايوجد جهاز لكشف المتفجرات . 2- جولة حرة في نفس السيارة على الشوارع الدائرية وما يمكن مشاهدته من نهوض عمراني متواصل وتنامي في اتساع المدينة بشكل معماري حديث وجميل . 3- جولة حرة مسائية في نفس السيارة للاطلاع على عدم انقطاع الكهرباء في الشوارع العامة ، على رغم انقطاعها في بعض الاحياء السكنية . 4- جولة حرة بعد منتصف الليل في نفس السيارة للاطلاع على حركة الناس الآمنة وبدون حظر تجوال . 5- جولة حرة في ثلاث من مراكز التسوق " المولات " التي تتكاثر عام بعد عام ، من ضمنها " فاميلي مول " . 6- زيارة سريعة الى دار السينما ، ومدينة الماء وخط النقل المعلق " التلفريك " وبارك سامي عبد الرحمن . 7- جولة حرة في نفس السيارة في ارجاء جامعة صلاح الدين حيث لاوجود لميليشيات اسلامية داخل حرم الجامعة . 8- جولة حرة في السيارة نفسها لاطلاعه على عدد المساجد الموجودة ، وكذلك عدد النوادي الاجتماعية ، ومحلات بيع الخمور ، دون ان يلغي احد ما الآخر .
سيعود المالكي من جولاته هذه وفي ذهنه اسئلة كثيرة ، وسيستقبله فؤاد معصوم و روج نوري شاويس ، وماذا سيقول المالكي في انطباعاته عن أربيل ؟ هل سيتجرأ بالاعتراف بتقدم الاقليم عن محافظات العراق الاخرى ؟ هل سيعترف ان الفساد في الاقليم يبقى ويُستثمر في الاقليم على عكس الفساد في باقي العراق فانه يستثمر في الامارات ولبنان والاردن واوربا ؟
سيعود المالكي الى موظفيه منزعجاً ، لأن الكورد نجحوا أفضل منه في تطوير حياتهم وفشلَ هو وغيره ، وسيلتفت الى حسين الشهرستاني قائلا " لو رايحين الى الانبار يجوز كان أحسن " ، وسيكون عليه مراجعة اولوياته وطرق ادارته وطاقم ندمائه ، وقبل كل ذلك مراجعة افكاره ومبادئه . وعلى الكورد أيضا العمل على تطوير الحياة السياسية والديمقراطية والثقافية والتعليمية لتتماشى مع تطوير البنى التحتية الحاصل الآن ، وكذلك العمل على ان يكون تطوير العراق هدفهم ايضا وليس الأقليم فقط ، وهذا يتطلب منهم المزيد من العمل مع القوى العراقية الديمقراطية التي تسعى لذلك .
سيحتفظ المالكي بالزي الكوردي الذي سيستخدمه في جولاته للذكرى ، لانه لايتوقع زيارة اخرى الى اربيل ، الا اذا اضطرته الظروف بعد الانتخابات القادمة لتقديم تنازلات وهمية يتراجع عنها بعدما يعود الى منصبه من جديد ، وكما يعلم الجميع فهو صاحب مقولة " ما ننطيها " .
|