ها حجي جواد تكول ما ننطيها بعد ؟







الحجي جواد المالكي هو الأسم الحركي لرئيس الوزراء نوري كامل المالكي قبل أن يصبح رئيسا للوزراء , هكذا كان يسمونه رفاقه في حزب الدعوّة الإسلامية قبل وبعد سقوط النظام الديكتاتوري , ولم يعرف بإسمه الحقيقي إلا بعد أن أصبح رئيسا للوزراء خلفا لإبراهيم الجعفري , والجميع يتذّكر الرئيس جلال الطالباني عندما قال في حفل تتويجه رئيسا للوزراء , كنّا في المعارضة العراقية نعرفه بإسم الحجي جواد المالكي .

وقصّة الحجي جواد مع الوزارة لم تكن في الحسبان ولم ترد في ذهن أي شخص أبدا حتى في أحلام الحجي نفسه , ويبدو إنّ قوانين الديالكتيك في الصدفة والضرورة قد لعبت دورا مهما في إيصاله لرئاسة الوزراء وبعد ذلك لرئاسة حزب الدعوّة الإسلامية , ولو كان سلفه إبراهيم الجعفري يعلم أنّ ترشيحه للحجي جواد سيطيح به من رئاسة حزب الدعوّة , لما فعل ذلك ولتنازل لمنافسه عادل عبد المهدي من المجلس الأعلى .

فالحجي جواد الذي أراده الجعفري خاتما باصبعه يحرّكه و يسيّره كيفما يشاء , تبيّن إنه غير ذلك وكما يقول المثل المصري (( ياما تحت السواهي دواهي )) , فالحجي جواد قد شمرّ عن ساعديه منذ اليوم الأول لتوليه منصبه الجديد , حيث أرسل رسائلا للجميع إنه لا يقل طموحا وتمسّكا بالسلطة من سلفه , وعندما قال كلمته الشهيرة (( هو احنا ليش ننطيها بعد )) كانت هذه الكلمة بالرغم من عفويتها , تعبيرا صادقا عمّا كان يدور في خلده , فالحجي لم يدّخر جهدا في التمسك بالسلطة , ابتداءا من تشكيله لمجالس الإسناد في المحافظات إلى تقريبه لكل هؤلاء المحيطين به في مجلس الوزراء واختياره للإدارات في جميع المحافظات التي حكمتها دولة القانون , فالسلطة وحدها كانت همّه وهمّ سلفه من قبله .

وعندما كان الحجي جواد يسعى لتثبيت سلطته وإحكام قبضته على مقاليد الأمور , كنّا نحن الحالمون بدولة المواطنة نعتقد إنّ الحجي كان يسعى لبناء دولة المؤسسات , وكنّا نلتمس له الأعذار في الكثير من التصرفات والسياسات الخاطئة , ولم نبخل يوما في مساندته وإبداء النصح له , منطلقين من اعتبارات المصلحة الوطنية العليا , لكنّ التمنيات شيئ والواقع شيئ آخر , فالحجي جواد الذي احبنناه وساندناه ووضعنا ثقتنا به , لم يكن للأسف الشديد أهلا لهذه الثقة ولم يحرص عليها قط .

والحقيقة المرّة أنّ الحجي قد زرع الخيبة في نفوس محبيه وأبناء شعبه الذين أحبوه ووضعوا ثقتهم به , فلا يعقل أن يقول للعراقيين أنا أعرف بالأسماء قاتلي أبنائكم ومستبيحي دمائهم وهم سياسيون نافذون في مواقع المسؤولية ولم يكشف عن هذه الاسماء , بل الأنكى من ذلك يتصالح معهم ويعتبر هذا التصرف مصلحة وطنية , ناهيك عن إعادة ترشيحه لنفس الإدارات اللانزيهة واللاكفوءة واللامخلصة التي توّلت الإدارة في محافظات الجنوب والفرات الأوسط وفشلت في تقديم أبسط الخدمات للناس , حيث لم تنحج سوى في النهب والسلب للمال العام .

وعلى ما يبدو فإن بريق السلطة وامتيازاتها قد أفقدت الحجي جواد القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة والصائبة وجعلته يتخّبط حائرا لا يدري ماذا يفعل بعد أن خضع لمشورة الشلّة الفاسدة التي تحيط به , فكانت الهزيمة في الانتخابات المحلية وفقدانه للأغلبية المطلقة التي كان يتمتع بها حزبه في بغداد ومحافظات الجنوب والفرات الأوسط , وفقدانه لهذه الاغلبية المطلقة قد أطاح بشعاره (( ما ننطيها بعد )) , وأصبح لزاما عليه أن يسلمها وينطيها وبروح رياضية , وأنا بعد أياد السماوي أقول للحجي جواد حتى رئاسة الوزراء هم راح تنطيها بعد ونت طيب وانا طيب , والشاهد علينا أياد الزاملي رئيس تحرير موقع كتابات .