لاحظوا ..ان في موتي شفوة وفرحا لإسرائيل وامريكا

 

كلمات قالها محمد الصدر قبل اكثر من عقد من السنين كلمات قد لم يفهم معناها في حينها او ان مستمعيها سمعوها كما سمعوا بقية الخطبة وقد يكون قسم منهم قد ادرك معناها ومع ذلك فهي شكلت لغزا محيرا لكثير من العقول في وقتها والى وقتنا الحاضر ومع ذلك فاني وبعقلي القاصر سأحاول التعرض لهذه المقولة الشريفة التي صدرت من الفم الطاهر حيث ارى انها تتمحور في ثلاثة محاور :
المحور الاول .ان في حياته حزنا وهمالإسرائيل وهذا يرجع الى عدة اسباب منها :
1. ان اسرائيل بصورة خاصة واعداء الاسلام والمذهب بصورة عامة لم يكن يخطر ببالهم انه سياتي يوم يخرج فيه علماء الشيعة من السكة التي وضعت لهم او من الزجاجة التي اوقعوهم بها بحيث  يقوم عالم بالعمل على اعادة تقويم الحوزة والمذهب من خلالها وارجاعه الى الطريق الصحيح .
2. ان  حسابات الطوارئ التي كانت موضوعة لمشروع التنويم الارادي للشيعة كانت قد وضعت في اجندتها توقع خروج شخصية ما تدعي الاجتهاد والمرجعية وتتصدى للعمل الحوزوي ولكن لم يكن التوقع ان تكون تلك الشخصية بهذه الشجاعة وهذا الاصرار والثبات .
3. ان اعداء الاسلام والوطن كانوا قد وضعوا كل امنياتهم وحساباتهم في الطاغية الهدام وكانوا يعولون عليه في انجاز كل مخططاتهم والتي لم يكمل قسما منها بعد لذلك كان ظهور السيد في هذه المرحلة غير متوقعا خصوصا انه عمل على توهين النظام وافشال قوته المصطنعة شعبيا .
4. ان اعداء الاسلام والمذهب كانوا يعملون اناء الليل واطراف النهار على دق اسفين الفرقة بين ابناء الدين الواحد من الشيعة والسنة وبذلوا من اجل ذلك اموالا طائلة ولم يكن في حساباتهم خروج شخصية شيعية تعمل على اعادة اللحمة وتوحيد الطائفتين على فكرة واحدة وهي مصلحة الاسلام اولا .
5. ان المخططات الاستعمارية المعادية للإسلام ولبلدنا العزيز كانت قد حسمت امرها في ضرب الشعب العراقي وتقتيله وإشاعة الذلة والمسكنة بين اطيافه والعمل على اماتة روح الاباء والتخوف من كل شيء الا ان خروج السيد قد بدد تلك المخططات فنزع الخوف من قلوب العراقيين وارجعهم الى حقيقتهم والتي اساسها انهم امة شجاعة .

المحور الثاني . ان في حياة غيره فرحا لإسرائيل وامريكا وهذا يرجع الى عدة اسباب منها :
1. ان السلوك التنظيمي للحوزة للعلمية مبني على وجود  خط مرجعي  من اهم مبانيه البعد عن المجتمع والاكتفاء بالأمور الاربعة التي ذكرها السيد في خطبه وهي (الفتوى , الدرس , الاستخارة , صلاة الجماعة ).
2. النظام التدريسي المتبع في الحوزة العلمية والذي يشجع العزلة والانزواء عن المجتمع وتركه يتخبط في امور دينه ودنياه وهو المطلوب في العراق .
3. المبني الفقهي الذي يتبناه المراجع في ذلك الوقت  مبني على ( دع الناس على غفلاتهم) والذي كان من اساسياته عدم التعرض لصلاة الجمعة ووجوب اقامتها لا من قريب ولا من بعيد .
4. الاعم الاغلب من مرجعيات النجف كانوا من غير العراقيين وبذلك فانهم مهما درسوا ومهما حصلوا لن يستطيعوا ان يفهموا طبيعة الشعب العراقي ولن يستطيعوا التعامل معه بالطريقة المثلى والتي تحقق الغرض .
5.  ابتعاد العلماء والمراجع الموجدين في النجف الاشرف عن التعرض للقضية الكبرى في التاريخ الشيعي والتي من اجلها وباسمها وجد المراجع وهي قضية الامام المهدي كان هو الصفة السائدة آنذاك وبالتالي يبقى المجتمع في غيبوبة عن امامه الحق .

المحور الثالث . ان في موته شفوة وفرحا لإسرائيل وامريكا وهذا يرجع الى عدة اسباب منها :
1. ان الصدمة التي تعرضت لها اسرائيل وامريكا ببروز السيد وظهوره على الساحة العراقية افقدها صوابها لذك فهي كانت بين نارين الاولى نار صعوبة السكوت على ما يفعل السيد في  المجتمع العراقي والثانية الخطر الذي سيحدق بها لو اقدمت على قتله لذلك فكان استشهاده قمة الفرح لها .
2.  الخطوات المتسارعة التي كان يخطوها السيد باتجاه توعية المجتمع وارشاده الى طريق الصواب جعلت الدوائر الاستعمارية في رعب من ذلك فكان الفرح باغتياله .
3. خشيتها من ان يقوم السيد بتعبئة الجماهير التي اصبحت طوع بنانه ليقوم بإسقاط الهدام الذي علقت كل امالها عليه خصوصا بعد قيام السيد بفضحة وفضح قوته المصطنعة فكان يوم الخلاص من السيد قمة الفرح بالنسبة لها .
4. خشية الدوائر الاستعمارية من الافكار التي طرحها السيد والتي كان في كل خطب من خطب الجمعة يأتي بجديد منها مما زاد من شدة التخوف من افشال المخططات التي بنتها منذ مئات السنين .
5.  احتمالية ان يقوم السيد بفضح الخطط التي كانت تروم القيام بها من تجيشها الجيوش والاساطيل لإحكام سيطرتها على المنطقة الغنية بكل الثروات فكان يوم استشهاده قمة الفرح بالنسبة لها .