مناصب ووظائف معروضة للبيع في العراق

 

عمي يا بياع المناصب و الوظائف كللي المنصب بيش كللي ؟! ..
من المؤكد أن العنوان أعلاه ليس مقطعا من أغنية :
عمي يا بياع الورد كللي الورد بيش كللي ..
و لكننا قمنا بتحويرها على نحو :
عمي يا بياع المناصب و الوظائف كللي المنصب بيش كللي ؟!
ليكون تعبيرا حيا يحاكي مجسدا الواقع العراقي الحالي ، حيث أصبح لكل شيء ثمنه و سعره المحدد ، بما في ذلك الضمير و الشرف و النزاهة ، طبعا ، نقصد هنا الشرف المهني فحسب ..
و عندما نقول لكل شيء ثمنه المحدد و الواضح في العراق ، لا نبالغ قطعا و لا نحاول إثارة الفكاهة أو الدعابة ..
لا أبدا .......................
و فعلا لكل شيء ثمنه وسعره في عراقنا " الجديد " ...................
فإذا كنت تريد أن تحصل على منصب جيد ـــ و بغض عن كونه مدنيا أو عسكريا ـــ فما عليك إلا أن تدفع كذا " دفترا "من المبالغ ....
و كذلك الأمر بالنسبة لوظيفة أو لأي شيء أخر مطلوب و معروض للبيع و الشراء ..
فما عليك إلا أن تعثر على أشخاص ووسطاء سيحققون رغباتك و مقاصدك فورا ، و على الحاضر حالا ...
يعني : أنا ممنون يا حجي ..
طبعا ليس على طريقة أو بأسلوب من يذهب إلى الشارع المريدي ليشتري ما شاء من شهادات عليا أو سفلى !!..
لا ..
إنما عبر قنوات معينة .. تقود أما إلى أشخاص متنفذين داخل أحزاب حاكمة أو ذات نفوذ و سطوة ، أو عبر نواب تابعين لكتل برلمانية تدعي النزاهة و الشرف الوطني و التقوى ليلا و نهارا !!..
و ليس هذا فقط .......
بل بإمكانك أن تشتري " نجاحا " مؤكدا لأبنك أو لأبنتك على شكل أسئلة متسربة ، أو بصيغة نجاح مضمنون ...
طبعا كل ذلك مقابل كذا مبلغ من المال يتم الاتفاق عليه مسبقا و بالتزام صارم ..
و لهذا السبب قلنا قبل لحظات : بأنه لا يوجد شيء في العراق غير قابل للبيع و الشراء كأية عملية تجارية في السوق السوداء .....
و كذلك من أغلى و أقدس أشياء و قيم حتى أرخصها على الإطلاق ، و بصورة شبه علنية و بدون أي إحراج أو وجل ..
كأن تسمع ـــ مثلا ـــ حوارا شخصيا علنيا أو نداء تلفونيا في دائرة رسمية أو في مكان عام يدور بين شخصين عن سعر الوظيفة و المنصب أو الأسئلة المتسربة أو النجاح المضمون ، و بأسلوب تعامل يشبه أحيانا ــ أسلوب باعة شطار و مشترين مغلوبين على أمرهم ، و حتى تحس و كأنك في سوق للخضار في بعض الأحيان !!...
لتكشف في الأخير بأنه ليس الإرهاب وحده ، قد جعلوه تطبيعا في حياة العراقيين كأمر واقع ، لا مهرب من التعايش معه في كل الأحوال و الأزمان !! ..
فها هم ينجحون في جعل مظاهر الفساد المالي و الإداري و السياسي شيئا عاديا و طبيعيا أيضا في حياة المجتمع العراقي ..
تماما مثلما الأمر مع العمليات الإرهابية اليومية ..
غير أن السؤال الأهم من كل ذلك ـــ و طالما نتحدث عن تطبيع الفساد و الإرهاب في حياة العراقيين ـــ هو :
ـــــ يا ترى كم هو سعر تمرير سيارة مفخخة إلى مناطق محمية ومحروسة بشدة يُفترض استحالة دخول سيارات مفخخة إليها ، كمدينة الثورة و الشعب و الحرية أو المنصور و كرادة و غيرها ذات أكثري مذهبية سائدة ؟!..
و كذلك كم هو سعر الإرهابي الذي تجري عملية تهريبه من المعتقل وهو في انتظار تنفيذ حكم إعدام به قريبا ؟ّ!..