هل انتهت هدنة المصالحة والمصافحة ؟؟

 

بدأت بودار موجات العنف الدموي , تظهر من جديد بعدما انطفأت حرارة القبل والمصافحات والمجاملات الاعلامية , ليحل محلها لغة الرصاص والبارود , على الواقع السياسي والحياة العامة المأزومة بالاحتقان , فكان يوم الاثنين وكالعادة الدامي في ( 10 - 6 - 2013 ) ليحصد الابرياء 70 قتيلا و 320 جريحا . في سلسلة انفجارات في بغداد وبعض المحافظات العراقية , واعلن حزب البعث مسؤوليته عن هذه الانفجارات الدموية , ان هذه الموجة الجديدة من العنف , ستقضي نهائيا على الامال , التي علقت بعد اللقاء الرمزي , الذي جمع اصحاب الشأن والحل والربط وفي قبضتهم مصير الوطن والمواطن , يحتم عليهم الاسراع في معالجة الموقف تبعا لمصالح الوطن والشعب , وعدم الاكتفاء بالشجب والادانة وحث الاجهزة الامنية , باخذ التدابيراللازمة للحد من هذه الهجمات الارهابية , ان على هذه الاطراف السياسية , ان تكف عن سياسة شد الحبل , او سياسة فرض الامر الواقع بفرض الشروط او التهديد بتخريب الوضع الامني ( لو العب لو اخرب الملعب ) , لقد بدأ التنابز يظهر من جديد , اضافة الى الخلافات السياسية العميقة , وتبادل الاتهامات على مستوى الاعلام , فمستشار الاعلامي لرئيس الوزراء ( علي الموسوي ) يقلل من اهمية اللقاء الرمزي ويوجه طعنة بالسكين الى اسامة النجيفي بان ( رئيس البرلمان هو من طلب لقاء المالكي , وحديثه عن الشروط دعاية انتخابية ) ليرد عليه رئيس البرلمان الصاع بصاعين , بان هدف اللقاء هو ( الرغبة في منع المليشيات المسلحة من الظهور , والتي بدأت تستعرض قوتها واعدادها واسلحتها وعجلاتها , وبدأت تخطف المواطنين تحت عيون بعض الجهات الحكومية ) . لاشك بان اهم عامل لتدهور الوضع الامني , بان اغلب الجهات السياسية تملك مليشيات مسلحة تابعة لها , وتلفها بغطاء سياسي , وتستخدمها لفرض شروطها على الاخرين سياسة امر الواقع , من اجل تحقيق مطاليبها وطموحها بقوة التهديد , وان كلا الطرفين يحاول فرض شروطه على الاخر , وإلا فان لعلعة الرصاص والبارود , هو الاصلح والانفع , وبالتالي يكون المواطن من يدفع ضريبة الدم , وان نزيف الدم سيظل ينزف مهما تكررت القبلات والعناق والمصافحات , اذا لم يتم الاتفاق النهائي والصادق , بحل جميع المليشيات من كل الاطراف ومنعها بقوة القانون الرادع , وتجريدها من سلاحها ورفع الغطاء السياسي عنها , وملاحقتها قانونيا بشكل حاسم لاهوادة فيه , , وان فرض النظام والامن والاستقرار , لا يتم بتواجد هذه المليشيات في الشوارع , لذا على هذه الاطراف التي تملك القرار السياسي والحل والربط , ان تكف عن اللعب بالوقت الضائع , لتحقيق مآرب سياسية وانتخابية بعيدة عن اهداف الشعب المشروعة , والكف عن ممارسة الخداع والمكر السياسي . وان مسؤولية تدهور الاوضاع السياسية والامنية بسببها هي وليس بفعل الاخرين , . لقد سقطت الاقنعة وبانت الحقيقة الدامغة , بان العناصر البعثية تحتل اعلى المواقع والموستويات السياسية وفي المؤسسات الحيوية والحساسة , من كلا الجانبين , وما السيد المالكي والنجيفي , إلا دمى مطيعة تحركهما ايادي بعثية , لتخريب العراق وسفك انهار من الدماء , لذا الحاجة الملحة وبالنية الصادقة للحفاظ على العراق من التدمير , هو رفع الغطاء السياسي والقانوني عن اعوان النظام السابق , مهما تلونوا بالف لون وشكل .. ان على الشرفاء والخيرين وهم الاكثرية , فضح هذه اللعبة الخطيرة , التي يدفع ثمنها المواطنين كل يوم , في سفك الدماء , ان الشعب ليس مغفل او جاهل اوامي اوضعيف الذاكرة او غير ناضج في الوعي السياسي , وليدرك الذين يستخفون ويستهزؤن بالشعب , بان الشعب يمهل ولا يهمل , وهذه حقيقة الشعوب التواقة الى الحرية والديموقراطية.