من رفيقي الى مولاي... العراقي بين الشهادة والعبادة |
عاش العراقيون تاريخ خالي من الأمل والطموح . . حين عاشوا سنين أعمارهم بين الآه والونّة . . نظام يبيعهم وآخر يشتريهم ، عاشوا بين الهوية والإنتماء ، يَسْتَبيحَهم رفيق . . ويضطهدهم مولى . فبالأمس كذّب علينا الرفاق (حفظهم الله ورعاهم) وساقونا كقطيع لاحول له ولا قوة لمنزلقات الحروب والدماء والموت ، ووعدونا ان الموت في سبيل الدفاع عن الوطن وعنهم شهادة . واليوم ساقونا موالينا (حفظهم الله ورعاهم) ، كقطيع لاحول له ولا قوة ، ووعدونا أن إنتخابهم عبادة ، فضاع العراقي بين الشهادة والعبادة ، ولم يجني منهم إلّا الجوع والعوز والحيرة في حياة لاترحمه . وأظن أن الله تعالى لم يقبل شهادتنا من قبل ، ولن يقبل عبادتنا من بعد ، لاننا شعب ليس له موقف واضح ، صفّقنا بالأمس للرفيق ، ونصفّق اليوم للمولى ، وسنصفّق غداً لمن يركب الموجة ، وتقيّتنا ((كل من يأخذ أمي يصير عمّي)) ، لنعيش ونحيا ، وياليتنا نعيش ونحيى ، فكل من مر بالعراق لم يكترث لشعبه ، ولم يعمل لصالحه . فالرفيق سيّس المذاهب لصالحه وكب على ظهورنا ، والموالي مَذهبوا السياسة لصالحهم وركبوا على رؤوسنا ، وكأننا دواب ركوب لهذا وذاك ، وضاع العراقي والعراق بين مذهب وسياسة . ففي زمن الرفيق باع العراقيون اولادهم ليعيشوا ، وفي زمن الموالي باع الأولاد أهليهم ليعيشوا ، فبأي زمن سنعيش ؟؟ وبأي حال سنسعد ؟؟ ومتى يحس العراقيون أنهم من بني البشر ، لهم حقوق يأخذونها قبل أن يُطالبهم أحد بثمنها . فمن لاينتخب الرفيق لايدخل الدنيا ، ومن لاينتخب المولى لايدخل الجنة !!!! ولم يستحصل العراقيون شيئ من الدنيا او الجنة ، وضلوا ضائعين بين إرهاب وكذب الرفيق ، وطاعة ووعود الموالي ، ((ولاحضت برجيلها ولاخذت سيد علي)) . فالكل يُساوم به وعليه للوصول للمُبتغى . . . فهذا يبيعه وهذا يشتريه ، وذاك يذبحه وذاك يشويه . والحمد لله . . إنتهت الإنتخابات وصوّت الشعب للرفاق والمذاهب وإنتهت صلاحيته ، وعليه أن يحمد الله حتى لو ذُبح بالشوارع والبيوت ، لأنه سيدخل الجنة ، فقد أدى واجبه ، وليهنئ الرفيق بمحافظته والمولى بمحافظته . والله من وراء القصد .
|