لم تكم مريم علي شهيدة الطفولة البريئة هي الوحيدة في عراقنا العزيز نالتها يد العدوان ،واي عدوان نتكلم عنه :عدوان الاهل أم عدوان الغرباء؟اما يكفي الذي اصابنا في وطننا واولادنا ورجالنا ونساؤنا ؟،فماذا لوكانت هذه الزهرة جندية تحارب العدوان؟ مريم زهرة من ازهار العراق قطفت وكل يوم تقطف من عراقنا زهرات حتى تحولت ارضنا الغالية الى مقابر لازهارنا الصغار؟ ورجالنا الكبار ؟ واليوم تذكرني قصة مريم البريئة بقصة مقتل عبدالله بن الحسين (ع) حين قتله الاعداء من جيش يزيد الظالم ، وكان عمره ستة شهور وكأن عمره يلتقي مع عمر مريم علي ذات الست سنوات فالسنين بعمر الطفولة واحدة وان زادتها الأيام . ايها الناس ،ايها القتلة ، ان كان ذنب للكبار عندكم فماذنب الصغار؟ ايها الناس أشرأبت الاعناق نحو الصغار اليوم فماذا ينتظر الكبار لوحلت الواقعة ونجح قتلة الاطفال ؟ اتقوا الله يا قادة العراق في عراق العراقيين من مصيبة حلت بهم ولا يدرون ما يصنعون؟ حتى في عهد المغول لم يقتل الأطفال،فقد عدوهم صغارا لا ذنب لهم مع الكبار. نقول : هل من موحد يخاف الله فينا فيوحدنا ؟ وهل من قائد يظهر لنا من تحت شجرة الزيزفون ليساعدنا على اجتياز الصعاب التي تمر فينا ؟ وهل اصبح قتل الاطفال فينا شريعة لاعداء اهل البيت فينا؟ وهل عاد المتوكل العباسي اللئيم حين امر قادته :ان اقتلوا آل محمد من الصغير الى الكبير وأنبشوا قبورهم حتى لا ارى واحدا منهم على الأرض،لكنه خسأ فمات شر ميتة في سامراء. قتل عبدالله الرضيع ابن الحسن الشهيد في كربلاءوقتلت مريم علي في بابل العراقية والغريب ان الاثنين قتلا في ارض العراق والقاتل واحد هو عدو اهل البيت، قتلوا ويقتلون اهل العراق اليوم بايدي عدو ليس في قلبه رحمة. يا ألهي ماذا حل بشعبنا ؟من يحكمنا؟ من يحمينا؟من يرحمنا؟ من اعصار وسونامي الحاقدين ؟ من يخلصنا من ظلم الظالمين فينا اليوم ؟ المشرأبة أعناقهم للسلطة والمال الحرام ؟ يا آلهي قالها قبلي رسول الحكمة والرحمة حين حاصرته الاحداث ، فرفع يده الى السماء طالبا النجدة فقال: اللهم أليك أشكوضعف قوتي ، وقلت حيلتي ، وهواني على الناس ، يا ارحم الراحمين ، أنت رب المستضفين ،وأنت ربي ، الى من تكلني الى بعيد حاقد يتجهمني أم الى عدو ملكته أمري ؟ ان لم يكن بك علي غضب فلا أبالي...؟ نعم نشكوا شعب العراق الى الله بعد ان تحول امنهم خوفا ،وارزاقهم حصرا،وفي اولادهم قهرا،أهذا هو التحرير أم تحول الى خوف من المصير؟ يا قادة العراق أتقوا الله في دينكم ووحدوا صفوفكم قبل ان تنهار السدود وتغرق المحاصيل ،ويسود الظلام. الى الشهيدة الرحمة ،والى اهلها صبر العزاء الجميل.
|