عندما أراد أن يسلك طريق الحق فوجد نفسه وحيدا ـــ مهدي قاسم قالت بحسرة و أسى : ـــ أين هو الحق في هذا البلد ؟... لا يوجد حق و أنما باطل فحسب .. و إذا وجد حق فأنه حق خاص للظالمين و الفاسدين و المحتالين ...أم أنا غلطانة ؟.. ـــ لا قطعا !........ فكرت في قرارة نفسي إنها ليست غلطانة بالتأكيد ..فهل يوجد شعب في العالم حقه مغبون مثل الشعب العراقي ؟! .. إذ وجدتها على صواب إلى حد ما ، ففي هذا البلد ، الظالمون و الفاسدون هم وحدهم لهم حقهم الكامل و المضمون ، أما الضحايا و السائرون على طريق الحق و النزاهة و صحوة الضمير، فحقوقهم مهدورة أو مصادرة ، وربما بعضهم يدفع ثمن نزاهته و صحوة ضميره .... مثلما الحال مع ذلك المضمد الذي أبى ضميره أن يسكت عن غش و احتيال الطبيب الذي كان يعمل معه ــ مثلما روت لنا إحدى معارفنا ذات صلة قرابة بالمضمد ـــ و الذي كان يوهم مرضاه بوجود حصوة في الكلية ليجري لهم عملية وهمية بإحداث شق بسيط في الجسم ، ثم يعرض عليهم حصوة مدماة كان يخبئها في جيبه مسبقا ، و كأنه قد أخرجها من الجسم فعلا ، ليطالبهم بعد ذلك بمبالغ كبيرة بحجة إجراء عملية خطيرة !!.. و قد فعل ذلك مرات عديدة ، الأمر الذي لم يتحمله المضمد لا أخلاقيا و لا مهنيا ولا ضميريا ، فحاول أن يكشف ألاعيب ذلك الطبيب و احتياله فشكاه ، غير أن الأمر قد أرتد عليه ، و كأنه هو المحتال و المذنب !!، فخسر ماله ووظيفته في آن واحد ، لأن الطبيب قد قضاه كان مدعوما و المستشفى خافت على سمعتها ، ناهيك عن ترتيبات الرشاوى لإنهاء ملفات البلاوي في مثل هذه الحالات العراقية المألوفة و السائدة !! .. فأين الحق يا أخي في بلد أغلب سكانه مظلومون و حقوقهم مغبونة بشكل غير معقول ولا منطقي ؟!.. و الآن أنت تأتي و تدعونا إلى المطالبة بحقوقنا و كأننا نعيش في لاهاي ؟! .. سألتني تلك السيدة بكل أسى و مرارة ..
|