الدكتور الجلبي وسيارات الزبالة

 

جلسة لطيفة مع الدكتور احمد الجلبي تحدثنا فيها عن هموم الوطن وعلى راس هذه الهموم ملفات الفساد.. تراود خواطر كثيرة بيني وبين الدكتور اهمها كان .. لماذا الفساد في العراق غير منتج .. قال الجلبي لان الفاسدين في العراق أميين وجهال فهم بإمكانهم ان يحصلوا على نفس الأموال التي يسرقونها بطريقة قانونية وشريفة ومنتجة ولكنهم مقاولين فاشلين يسندهم فاسدون ضيقي الأفق ، في خضم حديثه عن العقلية الإدارية المنتجة ، ذكر شواهد عديدة من مسيرة حياته المليئلة بالخطط التي كانت تواكب مشاريعه الأكاديمية والاقتصادية ، استوقفتني رواية رواها عن الفطنة التي يحتاجها مدراء الأعمال .. قال في الثمانينات من القرن الماضي كنت مديرا لمصرف تجاري في عمان ،، ساعدت الكثير من رجال الأعمال في تطوير أعمالهم في تلك الفترة اشتد صراع روتيني بين رئيس الوزراء الأردني وأمين عاصمة عمان وبسبب هذا الاختلاف آخر رئيس الوزرء الاستحقاقات المالية لأمانة العاصمة فاستنجد امين العاصمة بأحد الأمراء اتصل بي ووافقت على إقراض أمانة العاصمة حتى يحل الخلاف بينه وبين. رئيس الحكومة جائني امين العاصمة وسئلته كم تحتاج قال مليوني دينار قلت له أعطيك ولكن احتاج إلى ضمان وهذه قوانين المصارف سئلني وماذا تريد ضمانات قلت له أعطيك المبلغ بشرط رهن سيارات الزبالة اندهش سيارات الزبالة الأمانة تملك الكثير من الأمور لتضعها في الرهن لماذا سيارات الزبالة ؟؟ أجبت انت وافق وانا اذا لم تدفع الحكومة مستخقاتك ساحجز على سيارات الزبالة فتغرق عمان بالزبالة فسيضطر رئيس الحكومة ان يصرف مستحقاتك فيعود المال إلى البنك وهذا ماحصل بعد ان أعطيت القرض للأمانة بهذا الشرط اتصل بي رئيس الحكومة مندهشا من شرط القرض فأخبرته بالأجراء فأمر بصرف مستحقات الأمانة.... بهذه العقلية علينا ان ندير العراق كي لانغرق بالزبالة.