كردستان تنعم بالازدهار والوسط والجنوب ينعم بالخراب لماذا؟؟

 

عبر الكاتب المقال السياسي محمد عبدالجبار الشبوط , عن دهشته واعجابه الشديد من خلال زيارته الاخيرة لكردستان , لحركة التطور والازدهار والعمران ,في جوانب الحياة اليومية , وتساءل عن هذا التطور والتقدم السريع ؟ فيأتي الجواب , بانه من حصة كردستان المالية والبالغة 17% من مجموع الموازنة العامة , حيث ان المواطنين هناك لايواجهون مشاكل حادة وعويصة في كثير من ميادين الحياة , مثل مشكلة الكهرباء التي لا تنقطع , واذا انقطعت فلفترات قليلة , ولا يعانون من قلة اوانعدام الخدمات البلدية وخدمات التعليم والصحة وخدمات تنسيق وتنظيم المدن بافضل صورة , ويتساءل ماذا حققت نسبة 83%من الميزانية المالية في مدن الوسط والجنوب ؟ ولماذا لا تحقق هذه النسبة العالية بما حققته كردستان في 17% ؟ اين الخلل والعلة والمصيبة ؟ بكل تأكيد انه طاعون الفساد والمفسدين , الذين احتلوا الدولة ومؤسساتها ومرافقها ومجالس محافظاتها , الذين انصبت شهوتهم كالذباب على المال والشهرة , ماعدا محافظة ميسان ( العمارة ) بقيادة محافظها النزيه والشريف ( علي دواي ) التي تشهد التطور والتقدم والازدهار ما يشابه الانقلاب الحاصل في كردستان , اما بقية المحافظات في الوسط والجنوب ومن ضمنها العاصمة بغداد , يسودها الاهمال الشديد والخراب الذي يعشعش في كل زاوية منها , فقلة الخدمات والتقصير الكبير , في خدمات البلدية وفي مجالات الصحة والتعليم والحركة العمرانية وحتى انعدام التنظيم والتنسيق , والطامة الكبرى انعدام المساحات والاحزمة الخضراء , لقد غاب الاصلاح والعمل المسؤول في تحسين الصورة الكئيبة والكالحة والحزينة , كأنها تعيش في دولة فقيرة , ليس لها موارد طبيعية سوى الاتربة والغبار , الذي يفزع ويرعب سكان هذه المحافظات , ونتيجة لعمليات النهب والسلب واللفط والسحت الحرام والمكر الاحتيال ودسائس الابتزاز , وانتعاش وازدهار تجارة الطائفية والحقد الطائفي والاحتقان الطائفي والتخندق الطائفي , صارت خبز وهواء وماء للمواطن . صباحا ومساءا , حتى تيفرغ اصحاب المقام العالي , اصحاب الحل والربط , للفساد المبرمج وبرعاية القانون , لقد ضاعت مقاييس العدل والحق , وحلت معايير الظلم والحرمان والفساد . وان هذا الواقع المرير يتحمل كامل اعباءه النخب السياسية , التي تحكمت في مصير محافظات الوسط والجنوب , فتركت ومزقت مبادئ الحرص والمسؤولية والواجب الوطني , وانغمست في التنافس على الغنائم والفرهود , والهت المواطن بان يلوك علك الطائفية , اينما حل ورحل , وفي عقله وتفكيره وحتى مزاجه , وهذا ما يفسر بان نسبة المالية 83% من ميزانية الدولة , لم تذهب الى وجهتها الحقيقية صوب ميادين الاصلاح والبناء وتحسين الصورة لهذه المدن , وانما ذهبت الى جيوب حيتان الفساد , وازدهرت تجارة هذه النخب السياسية في ممارسة المكر والخداع السياسي , وبالتالي فمن نتائج هذا التعسف السياسي , ان يكون الاهمال والتقصير عناوين البارزة لهذه المحافظات , فلا ابن الجنوب تذوق طعم الاصلاح العدل والانصاف , ولا ابن الوسط تنعم ببذورالعمل الناجح بتوفير الحد الادنى من الاصلاح والبناء , وهذا يدفع الى التساؤل المرير والمتعب , لماذا لاينتفض ابن الجنوب والوسط في انتفاضة شعبية عارمة , تطالب بايجاد حلول للمشاكل التي يعاني منها , مثل ازمة الكهرباء , توفير الخدمات البلدية والصحية والتعليمية , رفع الظلم من الشرائح المظلومة , حتى توفير الاحزمة الخضراء وتشجير الحدائق لتوفير الاوكسجين الضروري لصحة المواطن , وهنا يبرز التساؤل , هل ان مواطني هذه المحافظات اقتنعوا بنصيبهم الخانع وتركوا الحياة المدنية والحقوق المشروعة , وارتضوا بهذه الحياة المأساوية والمريرة, بان يوافقوا على الظلم وسرقة قوتهم اليومي ؟؟ الله اعلم