العقلاء.....والطاولة المستديرة

 

 

 

 

 

 

منذ أكثر من أربع سنوات وأصوات العقلاء تتعالى إلى عقد جلسة تحاوريه وعلى طاولة مستديرة لا يكون فيها احد أفضل من الأخر , وإنما الجميع متساوون لطرح الأفكار والآراء بمختلف الاتجاهات السياسية والمذهبية وتناقش بعيدا عن التعصب والتمسك بالرأي للتوصل إلى نتائج تخدم الوطن والمواطن . فمنذ  عقد من الزمن وسيما منذ تشكيل الحكومة الحالية وليومنا هذا تعصف بالعراق عواصف سياسية وطائفية وحزبية وفئوية , فتتوالى الأزمات أزمة بعد أزمة وكارثة بعد أخرى وكأن العراق (أهل الشقاق والنفاق) كتب عليه ما كان ويكون . فالتفرد بالسلطة من قبل المتصدين للحكم واتخاذ القرارات الفردية بدون الرجوع لأهل الخبرة والمصلحة العامة والشركاء السياسيين والمتحالفين وبدون دراسات خاصة أدى إلى ما نحن عليه من مشاكل سياسية أو طائفية أدت إلى توتر المشهد السياسي العراقي . فعند تتبعنا لحيثيات أي خلاف مهما كانت بساطته بين السياسيين الذي يجر بالتالي إلى سفك دماء العراقيين لوجدنا اغلب الأسباب هي تعنت الإطراف بآرائهم الشخصية  وأجنداتهم الخاصة بهم {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة : 64] (. فهنا جاءت أهمية الطاولة المستديرة أو الاجتماع الرمزي الذي جمع الأضداد (الإخوة الأعداء) الذي يمثل كسر جليد الخصومة بين الفرقاء السياسيين وخصوصا النجيفي والمالكي ,علاوي المالكي ({وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات : 9] مما يبرق بريق أمل بسيط لطمأنة الشارع العراقي المتوجس والذي وصل إلى مرحلة القنوط من الزعماء السياسيين. فهذا الاجتماع الذي كنا ننتظر انعقاده في أي وقت مضى لإيماننا وقناعتنا وكثير من العراقيين بمواقف الحكيم الوطنية والتي جاءت هذه الدعوة أشبه بفتح صنابير المياه على النيران التي كادت تلتهم العراق والعراقيين ولاسيما الطائفية والتي بات ومازال المتصيدون بالماء العكر الذين لا يريدون السلام والوحدة والآمن بالعراق أن يدوم . فالناعقون بالطائفية وتقسيم العراق استرضاءً لأجندات خارجية مدفوعة الثمن لا تريد أن يكون في المنطقة عراق قوي واحد موحد . فمواقف الحكيم الوطنية المعتدلة بشرطها وشروطها طمأنت القاصي والداني (عدا أصحاب الأجندات ) ودفعتهم إلى الوثوق والاعتقاد بان هذا الشاب هو الوحيد أو الأكثر مقبولية لدى الجميع الذي لديه القدرة على إنقاذ العراق من الطائفية المقيتة والعبور به إلى بر الأمان على الرغم من التحديات الكبيرة والكثيرة .وهذا يدلل على مقبولية خط تيار شهيد المحراب الذي تميز بالاعتدال وعدم تهميش الآخرين والإقصاء للآخرين . فكان هذا لقاء المحبة وان كان رمزيا انعقد في وقته المناسب قبل إن تصل الأمور في العراق إلى ما لا يحمد عقباه لقاء جاء ليضع تاريخ ومسيرة بعض السياسيين على المحك فأما وطني وأما للمصالح والأجندات الخارجية الذي تتسبب في حرقهم أمام الجماهير الذي انتخبتهم وأوصلتهم إلى مواقعهم السياسية الحالية.