من روائع باريس... مقبرة المشاهير |
تعد باريس مدينة الروائع التي لايوجد لها مثيل في أية مدينة أخرى من متاحف وقصور وكنائس وحتى شوارعها وأركانها الصغيرة تستحق الزيارة والتقاط الصور التذكارية، ولكن غير المعروف أن مقابرها هي أيضا متاحف تتم زيارتها وكأنها مكان سياحي، وهذا ما تتميز به مقبرة المشاهير التي تسمى بير لاشيز. تقع المقبرة في الدائرة 20 من باريس وتعد من أشهر المقابر في العالم يزورها مليونا سائح كل عام، فيها تم دفن الكثير من المشاهير ليس الفرنسيون فقط بل المبدعون من كل أنحاء العالم من أدباء ومفكرين وفنانين وعلماء.. الخ، بغض النظر عن جنسياتهم أو أديانهم، وكل قبر من هذه المقابر يعتبر تحفة فنية تستحق الوقوف عندها طويلا. تمتد المقبرة على مساحة 43,93 هكتارا وتقع داخل حديقة رائعة الجمال تتم زراعتها بكل أنواع الأشجار والزهور، تتخللها النافورات والمعالم الأثرية، ولا نشعر برهبة أو حزن عند دخولنا المقبرة بل على العكس، يغمرنا الهدوء ونشعر براحة نفسية غريبة تدفعنا الى التأمل في الموت والاموات. تم إفتتاح هذه المقبرة عام 1804 إثر أزمة الحصول على أماكن للدفن في باريس وخصوصا بعد إغلاق المقبرة الكبيرة التي تقع وسطها نتيجة انتشار الأوبئة والأمراض وحظر الدفن فيها، وقرار إفتتاح هذه المقبرة يعود الى نابليون بونابرت الذي أصدر مرسوما يقضي بأن « لكل مواطن الحق بأن يدفن بغض النظر عن العرق أو الدين»، بإقرار ذلك وجد نابليون حلا للملحدين والمستبعدين عن المجتمع المسيحي كشهود يهوه والأميش والكوميدين الفقراء. ومن المشاهير الكورد المدفونين في هذه المقبرة المطرب أحمد كايا والمخرج السينمائي يلماز كوناي، أما من المشاهير الآخرين ففيها دفن الكاتب المشهور بلزاك والروائي بروست صاحب الرواية المشهورة» بحثا عن الزمن الضائع» والكاتب الرومانسي المشهور أوسكار وايلد الذي لكثرة طبع القبلات على ضريحه من قبل العامة، تم تغليفه بالبلاستيك!. يذكر ان مقبرة المشاهير هي مختلفة تماما ولا علاقة لها بمقبرة العظماء التي تقع في البانتيون في قلب العاصمة الفرنسية داخل كنيسة يتم فتحها يوما واحدا كل عام يسمى بيوم «التراث الوطني» الذي يستطيع فيه كل فرد أن يزور أضرحة العمالقة مثل فيكتور هيكو و ماري كوري ..الخ من العظماء الذين ساهموا في رفع إسم فرنسا عاليا في كل أرجاء العالم. |