يحدث في مدينة الطب سز .. |
هذه الأيام خرج لنا مدير مدينة اللاطب الجديد بفتوى مفادها عدم دخول المركبات بشتى أنواعها إلى هذه المستشفى الكبير والذي يمثل مجموعة مستشفيات في قلب مدينة بغداد .. بحثنا عن السبب لعله فيه فائدة لعباد الله المكرمين بأمراض البشر وأمراض العصر والزمان أمراض عراقنا الجريح .. حاولنا الدخول بمريض يشكو السرطان أعاذكم الله يحاول الحصول على جرعة الكيمياوي .. وكانت سيارة المنفيست ذا رقم يخالف أرقام الأيام البيضاء والسوداء فكانت كل أيامنا سوداء .. أخذنا سيارة أجرة وبعد عبور السيطرات والتبرك بها.. فلم نعرف طريق الدخول إلى المستشفى .. طريق الخلاص إلى باب الجنة التي نريد .. والمعروف إن لمدينة الطب هذه ثلاثة طرق .. الأول عن طريق ساحة وزارة الدفاع المغلق بسبب مشروع جسر ونفق ضمن مشاريع التنمية الانفجارية للجسور والأنفاق في عراق النقائض والأنقاض .. ودرب الجنة الثاني وهو عن طريق الشط أو نهر دجلة من منطقة جسر الصرافية وهناك سيطرة في باب مدخل المستشفى تفتش وتبحث وتستقصي الحقائق وتمنع الإحياء والأموات من الدخول حسب أوامر المدير العام لمستشفيات مدينة الطب .. والطريق الثالث وهو حصرياً لا يدخل عن طريقه إلا الذين امنوا.. فسلكناه لعلنا منهم وهو مخصص للموظفين والاطباء وهو من خلال كلية طب الاسنان .. لم يدخلنا السيد الشرطي وقال إنها تعليمات سلطان الأنس والجان .. فقلنا رحمكم الله فمن يستقبل المستشفى هذا فقال أن هذا الباب للأطباء حصرا .. فلم نفعل إلا أن ننزل من التكسي الحائر مثلنا فنطلب من أي طبيب يحمل ذرة الضمير والشرف عالقة في جبينه فيوصلنا إلى مبتغانا .. فكان ذلك مشكورا احد أطباءنا الشباب وتحية له .. فوصلنا إلى الجنة التي نريد لنجد المئات من المرضى وكل منهم ذو قصة تحكي مأساة الوصول إلى مدينة الطب هذه .. صبرا لم تنتهي المأساة فهناك درب الرجوع .. فلم تكن هناك سيارة واحدة في المستشفى لكي نستقلها للعودة ونحن نبحث عن عربة تسير على الأرض فلم نجد والناس في مآسيهم غارقون يبحثون عن ناقلة تنجيهم من هم الانتظار في شمس بغداد المهلكة المحرقة .. اجل إنها سيارة الإسعاف فكرة أن يوصلنا إلى أي مدخل خارجي للمستشفى للخلاص من الجنة إلى جنة الخلاص من هذه الورطة .. كل سائقي سيارات الإسعاف يعتذرون ويتعذرون .. وإذا رأيت مركبة .. كأنها بركة من بركات الزمان في ذلك المكان .. وأخيرا نزلت علينا الرحمة وهي سيارة إسعاف ليحمل المرضى ومرافقيهم ليوصلهم الى مدخل المدينة الثاني مدخل الشط ... لنحصل على سيارة أجرة .. هذا ذنب المريض إذا تمرض .. والعجوز إذا كبر .. والجريح إذا بالانفجار توسّم .. أمكتوب على عراقيتنا أن نكون من المتعبين المنهكين .. وهل من أقدارنا أن نكون تحت رحمة الضالين .. من يملك الكرسي فإنه يحيق بعباد الله بالقوانين والسنن ضرباً .. جاعلاً من نفسه طوع الشيطان وغرور الإنسان .. لانقول إلا .. إرحموا الناس فأنهم يعانون .. من قوانينكم يتألمون .. ومن وجوهكم المكفهرة يسأمون .. رحمك الله ياعراق ..
|