الى الآن .. المندسًون هم الفائزون ..! |
المندسًون على مستوى العالم , هم أدوات السلطات لتثبيت سلطانها , وهم يشكلون النسبة الفاعلة في القوة الساندة للظلم على مر العصور , تاركين النسبة المكمًلة لعناوينهم , لمعارضي السلطات في صراعهم لفحص حجومهم وأساليبهم لمواجهة السلطات . في العراق سقط المندسون بسقوط نظام تشغيلهم , لكن نظام التشغيل ذاك استعاد ( عافيته ) خلال عقد مابعد البعث , لأن أطراف السلطات موزعة بين السامحة لاختراق المندسين لتوسيع حجومها , والأُخرى التي هي أصلا تعيد سياسات البعثيين الى الواجهه . المندسًون الذين أذاقوا الشعب مرارة عيشه في ظل أسيادهم , تلاعبوا في أدوات وجدانه , وأسسوا جدرانهم الحامية لجرائمهم داخل مؤسساته المنتخبة بأصوات ضحاياهم , وأعتلوا منصات الهجوم على مكاسب الضحايا ( على قلتها ) , بصلافةِ الأستهانة بالتغيير الذي دفع الشعب فواتيره من دماء أبنائه . المندسًون في العراق ليسوا هامشيون ولامنعزلون , هم فاعلون أكثر في مناهجهم لتجريد المواطن من حقوقه بعد عقود من تهميشه , وليس أدل على ذلك من تعثر بناء مؤسسات العراق الخادمة لفقرائه , هؤلاء كما السرطان الذي يضرب دون توقيت . بعد عشرة أعوامِ من التغيير , لازالت فاتورة الضحايا مدفوعة من دماء العراقيين ومن حقهم في العيش الكريم , وعلى الجانب الآخر لازال المندسون بين جنباتهم , منتخبون وأصحاب قرار وسراق للمال العام ومفاوضون على مستقبل العراق وجسور للتدخل الأجنبي والمجاور , في معادلةِ مخزية بين دماء الضحايا ومكاسب الجلادين . هؤلاء الأنذال لاتقتصر مواقعهم في مؤسسات الدولة العراقية , لأنك قد تجدهم بين ظهرانيك , في بيتك وجواره , في شارعك ومحلتك ودائرتك وموقع رزقك , تجدهم على طاولة مقابلة في المقهى وفي المطعم وضمن ركاب الباص الذي تستقله , في الطائرة المغادرة والقادمة , يترصدوك في كل مكان , وهدفهم الاساس هو عبورك الخط الفاصل بين الخير لوطنك وتدميره . الى الآن لازالوا هم الفائزون , ولاتقل لي كيف , فالحال في العراق تفصح عن جوابي , لكن حقوق الشهداء وطموح الشرفاء وتأريخ الأنذال من المندسين والجبناء تؤشر الى أن الغد العراقي ليس لحشف المندسين بل لفاكهة الوطنيين . |