الطروحات الاربعة |
تمخضت مؤخرا اعتصامات المنطقة الغربية عن أربعة طروحات وببساطة يستطيع أي متابع أن يدلي بدلوه فيقول رأيه بها وها أنا كمواطن عراقي أبدي الآتي: الطرح الاول تبديل نوري المالكي بآخر من حزبه أو حتى من إئتلافه لن يحل الاشكال وستبقى المشاكل إن لم تتعقد إضافة الى ضياع المزيد من الوقت والمواطن هو الخاسر الاكبر وذلك لأكثر من سبب أولها أستراتيجية الائتلاف الواضحة المبنية أساسا على أنعدام الثقة في الطرف المقابل استنادا للخلفيات التي تركتها الانظمة الوطنية السابقة ملكية كانت أم جمهورية هذا إضافة الى مبدأ الاكثرية وما أفرزته الآليات الديمقراطية على الوضع الجديد الطرح الثاني خيار التقسيم وهوطرح غير موفق بكل المقاييس, إذ أن فيه أضرار كبيرة للعراق والعراقيين عموما, كما أنه ليس بالسهل ويلزمه موافقات دولية وآليات تنفيذه عملية معقدة ليس وقتها الآن على الاقل حتى لو يرى البعض فيها بعض الايجابيات فسوف تبقى أضرارها أكبر بكثير الطرح الثالث خيار المواجهة فإنه خيار فاشل مقدما بكل الحسابات ولن يربح منه أيّ طرف من الاطراف العراقية ولا يمكن أن يوجد وطني شريف أو حتى إنساني يحمل هذا التوجه أو يدعو له إلاّ إذا كان حاقدا مخربا يخدم أغراضا غير عراقية بكل تأكيد. الطرح الرابع تشكيل الاقاليم لعله الخيار الوحيد الممكن بأقل الخسائر والتكاليف لأنه خيار دستوري من جهة وممكن تطبيقه من خلال الآليات الدستورية وتحت إشراف دولي وأستفتاء شعبي كما لا أرى أهمية من كون أساس تشكيل الاقاليم فيما إذا كان على أساس عرقي أو مذهبي بل الاجدى مناقشة هذه الجوانب بشجاعة وأخذها بنظر الاعتبار وعلى السياسيين أن يكونوا شجعانا قولا وفعلا لأقتحام أسوار الخوف متسلحين بمبدأ محبة الآخر وأحترام رأيه وأفكاره ومستقبلهم جميعا والمنطقة عموما. الشيء المهم الذي نأمل الاخذ به هو إبعاد رؤساء العشائر والزعماء الدينيين بكافة طوائفهم ومذاهبهم عن هذه العملية السياسية بكل أبعادها وأهدافها والذي يطلع على آرائهم وتصريحاتهم تتوضح له الصورة تماما.. خذ مثلا ما جاء في فتوى مساعد عبد الملك السعدي بتحريم إنشاء الاقاليم وأعلان الجهاد بذريعة ذهاب أجزاء من ارض العراق –ارض الاسلام- الى غير المسلمين لأنه ومكونه حسب رأيه وإجتهاده هم وحدهم فقط المسلمين الحقيقيين وهم وحدهم فقط حماة الاسلام وديار المسلمين الملزمين بالحفاظ والدفاع عن أرض وديار المسلمين !!! أليس هذا رأي مدمر يحرق الاخضر واليابس؟ أليس هذا رأي يبعث على الضغائن ويثير الفتن؟ أليست هذه الفتيا وأمثالها تجعل الاطراف الاخرى من أبناء الوطن الواحد في خوف ووجل من مستقبلهم وعدم إمكانية التعايش معهم؟ هذا نموذج من فتاوى وآراء رجال الدين أما عن رؤساء القبائل والعشائر فهم الاسوأ لو وجدوا فرصة للانقضاض على مقاليد السلطة لأرجاع البلاد الى الحكم القبلي الجاهلي بابشع صوره. أخيرا وليس آخرا نسأل الله أن يمن على العراق وشعب العراق بأن يهيأ له قيادة حكيمة وطنية كفوءة تحب العراق والعراقيين وتضع مستقبل البلاد والعباد بين عينيها دائما وتقود سفينته الى بر الامان وليس ذلك على الله صعب عسير. |