النصرة تنتصر على الأطفال

 

منذ أن تكبد إرهابيو ما يسمى بجبهة النصرة خسائر فادحة في القصير و ريف دمشق بات هؤلاء يبحثون عن انتصارات وهمية حتى لو كانت على النساء و الأطفال. فها هم يحاصرون الأبرياء في قريتي نبل و الزهراء في ريف حلب و بالأمس ارتكبوا مجزرة بحق النساء و الأطفال في قرية حطلة في ريف دير الزور. و لا ذنب لهؤلاء الأبرياء إلا أنهم من المسلمين الشيعة. فهل المروءة - إن كان إرهابيو النصرة يعرفون معناها - أن يقتل الأبرياء في القرى و الأرياف كرد على معركة عسكرية خسرتها القاعدة في القصير. و هل من الإسلام التمثيل بالجثث ثم التكبير عليها؟ و إذا فرضنا أن الجيش السوري قتل أبرياء فهل يرد عليه بقتل أبرياء أيضاً؟

لقد اتضحت حقيقة هؤلاء منذ زمن فمجازرهم في العراق كانت و ما تزال خير دليل على إجرامهم. حتى أن بعض من يسمون أنفسهم شيوخاً كالمدعو (شافي العجمي) في الكويت بات يحمد الله على نحر سيد من سلالة النبي محمد (ص) هو و ابنه أمام الكاميرات و لا أحد يحاسبه أو يرد عليه. ما هو رد (القرضاوي) على قتل الشيعة لمجرد أنهم فقط من أتباع مذهب إسلامي يختلف مع مذهبه؟ ألم يصل معهم فيما مضى و يحضر مجالسهم و يسمع آراءهم؟ كيف يمكن أن يرى القتل الطائفي أمام عينيه و يسكت عنه ثم يقف بين يدي ربه للصلاة؟

الغريب في الأمر أن جرائم التكفيريين هذه تتزامن مع قرارات الحكومات الخليجية بمعاقبة الشيعة بعدم تجديد إقاماتهم بحجة أنهم من أنصار حزب الله. و كأنهم يردون على هزائم التكفيريين في سوريا بمعاقبة الأبرياء في دولهم!

يا أخوان الشيعة مسلمون يشهدون بأن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله ، شاء من شاء و أبى من أبى. لكن من يكفرهم هو الذي يحتاج للتأكد من إسلامه و هو الذي سيعض على أصابعه ندماً. و في الواقع فإن هذه الأفعال و التحريض عليها أو السكوت عنها سوف تكون مضرة باستقرار دول الخليج أولاً. فالشيعة هم من نسيج هذه البلدان الاجتماعي و ساهموا و ما يزالون في بنائها و دعمها اقتصادياً و اجتماعياً ، لذلك فإن هذه القرارات الطائفية المقيتة لا تخدم إلا من يريد الشر بتلك الدول. فهل يعتقد من يدعم هؤلاء التكفيريين في سوريا أنهم سوف يبقون بعيدين عن نار حقدهم؟ ألم يرتكب التكفيريون جريمة بحق طفل سني في حلب بتهمة الكفر بالرسول الأكرم (ص)؟ إذاً فهؤلاء لا دين لهم إلا القتل و الجريمة لذلك فعلى جميع العقلاء و الحكماء أن يخمدوا نار الطائفية التي يبدو أنها قد اشتعلت فعلاً.

و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و العاقبة للمتقين.