ثلاثة قرون للتخطيط، ثلاث سنوات للتنفيذ، والنتيجة توحيد وتقسيم

 

في عام 1770 استأجر مرابون يهود كانوا يهدفون إلى مراجعة بروتوكولات صهيون القديمة وتحديثها أستاذا يسوعيا يعمل بجامعة (شتات وارتد) يدعى "آدم وايزهاوبت" نجح بحدود عام 1784 في التوصل إلى مخطط يتيح للمرابين السيطرة على العالم من خلال:

أولا: خلق أزمات ومشاكل اقتصادية وسياسية وعنصرية واجتماعية لها قدرة حركية مستمرة يمكن نشرها في أي بقعة جغرافية.

ثانيا: تقسيم الشعوب إلى معسكرات تتصارع فيما بينها بشكل مستمر عن طريق خلق الأزمات.

ثالثا: تسليح هذه المعسكرات بشكل متوازن لا يعطي القوة لإحداها لتصبح تهديدا لباقي المعسكرات لكي تشعر المعسكرات بقوى متوازنة.

رابعا: إدخال المشاكل الجاهزة في تلك المعسكرات والترويج لها لكي تحدث المنازعات.

خامسا: استخدام الرشوة والجنس للسيطرة على قيادات وخبرات تلك المعسكرات والتحكم بهم

سادسا: الاهتمام بالطلاب المتفوقين عن طريق كوادر تدريسية موالية لهم في الجامعات لاستخدامهم عملاء مستقبليين يعملون في دولهم بصفة خبراء بمعية كبار السياسيين ويزودوها بالمعلومات وينفذون أوامرها.

سابعا: السيطرة على الإعلام الدولي للتحكم بنوع الأخبار التي تبث للآخرين.

كل ذلك لتحقيق غايتهم الأسمى متمثلة في القضاء على الحكومات الوطنية وتغيير أنماط السلوك ومنظومات القوانين الدينية والقضاء على الفكر الديني وكل ما يعترض سبيلهم لكي يتمكنوا من السيطرة على الكون كله وتسييره من خلال حكومة عالمية واحدة يتولون مراكز القيادة فيها ويسخرون الآخرين للخدمة فيها..

وقد أوكلت مهمة تنفيذ المخطط إلى (محفل الشرق الأعظم) الذي أعتبر مركز القيادة السري. ثم لما قامت الحكومة البافارية باكتشاف المخطط عن طريق مصادفة غريبة قد تكون مصطنعة الحدوث هي الأخرى؛ تم تجميده مؤقتا ليعود للنشاط على يد الجنرال الأمريكي "بايك" الذي عين سنة 1840 رئيسا للنظام الخاص بالإعداد للحكومة العالمية المرتقبة والذي تمكن في المدة من 1859 ولغاية 1871 من وضع مخطط لإشعال ثلاث حروب كونية وثلاث ثورات أو حركات عظمى تمهد الطريق إلى المرحلة النهائية من مخطط قيادة العالم.

وإذا ما كانت الحركات أو الثورات التي نهضت واضمحلت قد أدت دورها ونفذت الخطط المرسومة لها فإن الحربين الكونيتين اللتين قادتا العالم إلى النار لخصتا العالم وفق المهمات الموكلة لكل منها في وضع ممكن أن يكون الأرضية الأكثر موائمة لتطبيق خاتمة مراحل المشروع الصهيوني بعد أن نفذت كل منها المخطط الرسوم بشكل واضح ودقيق.

وبذا تكون مخططات المشروع قد نفذت حرفيا باستثناء الحرب الثالثة المرتقبة التي يعتقد كثير من المتابعين أنها تلوح في الأفق البعيد لأنهم يظنون أنها حربا تقليدية تشبه سابقاتها. إن هذه الحرب بدأت فعلا مع دخول القوات الأمريكية الغازية إلى العراق بعد أن تم التمهيد لدخول هذه المرحلة غير التقليدية عن طريق خلق بؤر للأزمات من خلال:

إيجاد منظومات فكرية متحررة وعلمانية ووجودية وإلحادية تبحث عن التجديد ولا تؤمن بالقديم والتقليد بما في ذلك التقاليد والقيم الدينية.

ثم خلق تيارات إسلامية راديكالية أصولية وأحزاب سياسية ودينية مهيأة للوقوف بوجهها.

مع ضرورة وجود طواغيت وديكتاتوريات حاكمة مدعومين بوسائل العنف والشدة وغير خاضعين إلى المراقبة.

وأخيرا شعوبا مظلومة، محرومة، مسلوبة الإرادة، فكرها مصادر وحريتها مقيدة ووضعها المالي متدهور تتوق إلى التحرر بأي ثمن.

ومنه نستنتج أن ما يعرف بالربيع العربي الذي بدأت ثورته في العراق ومر في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا؛ فنجح في تنفيذ بنود المخطط الماسوني، ثم توقف في استراحة عربية بين الشوطين لينتقل إلى تركيا وإيران وباكستان مع إمكانية وصول تباشير رياحه في شوطه العربي الثاني إلى المغرب والجزائر والأردن ودول الخليج من جانب والدول الأفريقية من جانب آخر لم يكن وليد مصادفة مجنونة وإنما جاء تطبيقا للمشروع الماسوني الكبير، فقد أحدث الربيع وضعا قلقا هشا في كل البلدان التي مر بها ممكن أن يؤدي إلى التقسيم المرتقب في أي لحظة ولاسيما وأن تأزيم المشاكل والنزاعات أصبح من الأمور اليومية التي توحي بقرب التقسيم حيث الأزمات والقتل الدائم في العراق وليبيا وتونس ومصر وسوريا واليمن، وحيث دعوات الأقاليم والفيدرالية والتقسيم تتردد دونما وجل أو حياء في أغلب تلك البلدان.

هناك صفحة أخرى من صفحات المشروع خصصت لأوربا، فهم لم يسكتوا ظاهرا على أوربا حبا بها أو خوفا منها وإنما لأنهم كانوا بحاجة إلى الدعم الذي تقدمه لهم بوضعها المتقدم المنفتح، ولكنهم حتى مع الحاجة إلى هذا الدعم كانوا على ثقة أنها لن تقدم لهم ما يسعون إليه بشكل دائم، وهي بوضعها القديم محكومة وفق نظم سياسية خاصة وقيادات خاصة وأعلام وعملة مختلفة يحتاج كل منها إلى جهد ومتابعة، ولذا خلقوا الاتحاد الأوربي وحولوه إلى قيادة موحدة لهذه القارة هي أنموذج عن القيادة الموحدة للكون التي يسعون إليها وذلك لتدريب المواطن الأوربي على فكرة قبول الحكومة المرتقبة.

فإذا أختص التقسيم في عالمنا العربي والإسلامي وحده، وتم السكوت عن أمريكا اللاتينية وأفريقيا لأنهما منهكتان بالأساس ولا تحتاجان إلا لقيل من الجهد لتتلاشيا، ونجا الغرب حتى هذه اللحظة، فذلك كله لم يحدث بطريق المصادفة وإنما خطط له بعناية ومكر كبيرين، فاستخدموا ما يلاءم كل بلد ومنطقة وفق رؤيتهم لأنهم على اطلاع تام على عادات وتقاليد وعقائد الشعوب وطرق التفكير والتنظير المتبعة فيها، ثم سخروا القوى البشرية والفكرية والعسكرية في كل منطقة منها لتقوم بتطبيق فقرات المشروع دون حاجة إلى تدخل مباشر، وبذلك حولوا شعوب العالم إلى حمير يحملون على ظهورهم الأحجار ويصعدون بها إلى قمم الجبال لتقوم الماسونية ببناء هيكل دولتها العظمى المرتقب وفقا للأمر التوراتي: "بنو الغرباء يبنون أسوارك وملوكهم يخدمونك .. يقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنو الغربة حراثيكم وكراميكم، أما أنتم فتُدعون كهنة الرب تأكلون غنى الأمم وبمجدهم تفتخرون"