عبدالزهرة شيال .. ديوجنيس في الناصرية |
اتابع كل ما يحدث في تلك الايام المُرة، خصوصا ما يحدث في العراق، اسمع هتافات الناس طالبين بابسط حقوقهم، و اسمع تصريحات المسؤلين، بعض منهم يتكلمون في الابراج العاجية، وبعض اخر منهم يكذب، أو يظهر حجم حماقته، وسرعان ما تنشر هذه التصريحات في الصحف كأنما هي( حكمة)، رحمة الله من قال" هذه الايام تصبح حماقة حكمة في الصحف".الان المظاهرات مستمرة في الناصرية، و المتظاهرين حددوا مطالبهم، الطلب الرئيسي هو الكهرباء، في هذه المظاهرة ظهرت الشخصية الجديدة لدى العراقيين، ربما صاحبها معروف من قبل المواطنين في الناصرية، ولكن عندنا ظهر هذه الايام و عرفناه في هذه المظاهرات، و هو عبدالزهرة شيال، رجل مسن من حيث العمر، ولكن هو شاب من حيث روحه ومعنويته، يجد ان انعرف ان في كل الاحداث التاريخية تظهر شخصيات جديدة و عجيبة، ربما في بداية ظهورها تكون عفوية وتهميشية، ولكن فيما بعد تصبح رمزا لمرحلتها.وعبدالزهرة شيال اصبح رمزا عن تلك الروحية الجبارة التى تطالب بحقوقها و تحمل كفنا على يدها، و كتبت عنها التقارير و مقالات لابأس بها، ولكن تزامنا مع هذه المظاهرات رأيت نائبا على احدى القنوات الفضائية كان يتكلم عن مشكلة الكهرباء في العراق، و هو يقول" ان سبب مشكلة الكهرباء ليس فسادا وانما يتعلق بنظرية حسين الشهرستاني لحل هذه المشكلة، ونظريته اشتراكية، والعالم الان يتجه نحو الرأسمياية لحل مشكلة الكهرباء" ربما يحتجاج هذا القول الى التفكير ولكن كيف يفهم البسطاء امثال عبدالزهرة شيال و مواطيننا في كل العراق، انه يريدون الكهرباء و انتم عليكم حل هذه المشكلة، اذا كانت المشكلة متعلقة بالنظرية هل يجب ان نحلها بمفكر او فيلسوف؟، و دوجنيس ربما عنده الحل، لنوضح اكثر، دوجينس كان فيلسوفا يونانيا، يعيش حياة بكل بساطتها، وكان يتجول بين الناس. و مادام حديثنا عن الكهرباء، و نتكلم عن فانوس ايضا، بذلك نجد خطوطا لحل المشاكل الموجودة في العراق، يقال" كان ديوجنيس يتجول بالنهار بين شوارع المدينة حاملا الفانوس، والناس تعجبوا بهذا التصرف سألوا لماذا يحمل الفانوس بالنهار، قال لكي اجد رجلا صادقا!!" |