نلاحظ يوما بعد يوم ثمة عزوفا عن قراءة مقالات حاملة لهموم عراقية ساخنة ، نلمس ذلك بعدما نعيد نشر مقالنا اليومي على صفحتنا الموسو مة ب" صفحة الكاتب مهدي قاسم *" ضمن صفحة الفيس بوك ، أو بالأحرى يتضح ذلك من خلال مؤشر " عجبتني " إذ بالكاد نجد ثمة من يبدي إعجابه بتلك المقالات " السياسية " الحاملة للهم العراقي الراهن الكثير و الذي لا يعد ولا يحصى ، ابتداء من أزمة الأمن و الأمان و رداءة الخدمات العامة و مظاهر الفساد الطاغية ومرور بأزمة الاختناقات المرورية و مشاكل التصحر والجفاف زائدا الوضع المزري والمتدهور للصحة و التربية والبيئة العراقية و الخ ، الخ .. فيبدو أن هذه المواضيع الساخنة و المهمة و التي تجعل حياة عراقيي الداخل ضربا من الجحيم لا يطاق ، لا تستهوي ولا تنال إعجاب غالبية عراقيي الفيس بو ك ، بينما إن ثمة حكمة أكل عليها الدهر و شرب أو قولا إنشائيا مزوقا ومدغدغا لعواطف و وجدان البعض ينال إعجاب العشرات !!.. مع التأكيد على أنه من حق أي كان أن يعجب بأية قطعة إنشائية و مدغدغة لوجدان " مترف " بجماليات مجنحة !!.. ولكن إن ذلك لا يعفينا من طرح السؤال التالي : ــــ يا ترى أين يكمن هذا الخلل و الإشكالية على هذا صعيد العزوف عن قراءة المقالات الحاملة للهموم الاجتماعية و السياسية ؟! هل يكمن في طريقة التوصيل أم في الشكل و المحتوى على حد سواء ، و الضجر من كل ذلك ، أم بدافع الاعتقاد بعدم جدوى قراءة هذا النمط من المقالات ، بسبب الشعور بالإحباط و اليأس من إمكانية التغيير في العراق ؟.. أم إن الإشكالية تكمن في الهروب من هذه المشاكل و عدم التعامل معها حتى ولو بصيغة الإطلاع عليها من خلال مقالات ؟.. و ذلك انطلاقا من الحقيقة القائلة بأنه : أن من يعد السياط ليس كالذي يتلقاها !.. فعراقيو الداخل هم الذين يتلقون السياط على ظهورهم ويشعرون بها من خلال جلودهم و نعني هنا : سياط التفجيرات الإرهابية اليومية و انقطاع الكهرباء و الأختناقات المرورية و كثرة النفايات و الفقر و رداءة الخدمات و الخ ..الخ من هموم و معاناة لا تعد ولا تحصى وهي نثقل كاهل العراقيين على مدار اليوم .. أيا سيكون الإجابة أو الأجوبة على هذه الأسئلة ، فنحن لا زلنا نؤمن بتلك المقولة و البليغة القائلة : ـــ إذا أنا لا أشعل شمعة و إذا أنت لا تشعل شمعة إذا هم لا يشعلون شمعة فمن سيبدد الظلام ؟!.. ولا زلتُ أسير على هديها ..... و بعبارة أخرى سنستمر بكتابة مقالات حاملة لهموم عراقية ساخنة وملحة حتى ولو لم يعجب بها ، ولا الفيس بوكي عراقي واحد أو نصف !! .. فالمسألة هنا ليس ترفا جماليا ، بقدر ما هو محنة شعب محاصر بكل أنواع العذابات و المعاناة اليومية وكنت ولا زلت شاهد عيان على ذلك ..
|