مقالة الزميل فائق عن المعارض سعد صالح جبر تثير الشجون |
ما كتبه الزميل الاستاذ فائق الشيخ علي عن عميد المعارضة العراقية للنظام السابق في لندن والخارج، أشعرني بعلة ليست بالغريبة على البشر وأنا منهم طبعاً، بل هي جزءاً من تكوينهم النفعي وللأسف ستبقى سارية في العقول والنفوس الى يوم يبعثون، ولكنها مع هذا تميط اللثام عن بعضاً من الصدأ والغش الذي ينتاب ضمير الكثيرين عندما يتشبثون في السلطة أذا ما تدحرجت اليهم بضربة حظ ، أن ما جاء فيها ( المقالة ) ذكرني بحديث سابق مع الأستاذ حميد الكفائي عندما كان ناطقاً رسمياً لمجلس الحكم أوصلنا الى التطرق للأستاذ سعد صالح جبر فوجدت تطابقاً بين ما كتبه السيد الشيخ علي، والأخ الكفائي، وقد أجمعا على أن أستاذ صالح يكاد أن يكون الوحيد من الوجوه العراقية المعروفة، الذي أنفق كل ما لديه من أموال من أجل أن تقف المعارضة على قدميها، وتُسمع صوتها للعالم، خاصة وأن أغلب عناصرها يعتاشون على الأعانات الاجتماعية، التي تصرفها لهم دول المهجر وتكاد لا تكفي لسد الرمق، وأن أحسنهم حالاً من يملك مخزناً صغيراً لبيع المواد الغذائية، ومع أن العمل شرف إلا أن المقصود هنا بيان من يستطيع ان يساعد أبناء جلدته على النهوض أو ذلك الذي يتعكز كي يعبر بركة لا تصلح للسباحة، اننا نرى ونسمع ما تحضى به الرموز الوطنية لكل دول العالم، وخاصة أولئك الذين لم تمتد أياديهم للحرام وظلت نظيفة من أوساخه التي لا تنجلي، وتظل تلازم من يعمل بها مهما طال الزمن، وتبقى الرموز الصالحة محترمة بقدر ما تقدم من خدمات يتزين ويذكرها تأريخ دولهم بأعتزاز، وفي هذا اليوم تقف جمهورية جنوب افريقيا شعباً وحكومة على الأقدام يترقبون ما سيؤول اليه مصير زعيمهم الذي رسم نهجاً سليماً لبلدهم أخرجهم من دوامة العنف وأشاع في القلوب نكران الذات وحب العمل لبناء مستقبل افضل . على أثر ما قرأت في المقال توجهت إلى دار السيد سعد وقيل لي أنه تحت العلاج الطبيعي وان الأمر قد يستغرق وقتاً، ولكن هذا لم يمنعني من الاستفسار عن وضعه الصحي ففهمت أنه يمشي بمساعدة مسند أو الآخرين، وعندما سئلت عمن يزوره كان الجواب : عدد قليل من بعض الأصدقاء القدامى وورد اسم آل السهيل بين الأسماء وهذا ما اشار إليه المقال عندما مرَ على ذهاب المرحومين الشهيدين السيد مهدي الحكيم والشيخ طالب السهيل والأستاذ سعد صالح إلى الملك الاردني الراحل للوقوف على رأيه في خططهم للأطاحة بصدام، وهذا ما أكد عمق العلاقة بين هذا الثلاثي المعارض، لم يرد ذكر لزيارة أي من المسؤولين الحالين، تركت هاتفي لدى مرافقيه وبعد أقل من دقيقتين رن الهاتف النقال وكانت امرأة على الخط سلمت وقالت :أنا من طرف أستاذ سعد وهو يسلم ويأسف لعدم أستطاعته مقابلتكم، فكان جوابي : أنا أدعوا له بالصحة وفهمت أنها من بقية الله الصالحة وأن والدها من أصحاب أبيه رئيس الوزراء السابق وأنها من بين الذين يسهرون على راحته والعناية به، وأثنيت عليها وقالت : أنه يتمنى أن يراك في أقرب وقت وأبديت لها الأمنيات نفسها، كل هذا حصل صباح هذا اليوم الجمعة 14/6 . أن ما يحز في النفس هو أن يتنكر للماضي من تؤول اليه السلطة فيبدأها بأدارة ظهره للذين كانوا من جذوة التصدي للظلم والاقصاء وتحمل الأعباء وأنفاق ما لديهم من أجل أن يخلصوا الوطن من براثن القتلة والمجرمين، واقول للذين أعمت الكراسي قلوبهم وعيونهم عن أدراك الحق وما يرتبط به من الماضي ألم تشاهدوا ما نتيجة من يسحب الكرسي والبساط من تحت قدميه، وكيف يتحول إلى منبوذ في لحظات، وان لا بقاء للكرامة إلا لذوي المروءة والتواضع والأحسان لمن يستحق ذلك . |