الانتخابات الايرانية في الميزان

 

يتوجه ملايين الايرانيين الى صناديق الانتخابات , لاختيار رئيس جمهورية جديد , يخلف السيد احمدي نجاد , ويتنافس على حلبة الرئاسة ستة مرشحين , من اصل 684 مرشحا حذفت اسمائهم , ولم يوافق عليهم مجلس صيانة الدستور , حيث وافق على ثمانية مرشحين . اثنان منهم انسحبا طواعية , ومن ابرز الاسماء المبعدة بقرار مجلس صيانة الدستور , هو السيد هاشمي رفسنجاني احد ابرز الرفاق المقربين الى الامام الخميني , والذي تولى لسنوات عديدة اهم المناصب في الدولة , من رئيس مجلس الشورى ( البرلمان ) والى تولي رئاسة الجمهورية , ولعب دورا فعالا وحاسما في اختيار السيد علي خامنئي لمنصب المرشد الاعلى , بعد وفاة الامام الخميني . ولا يتوقع في هذه الانتخابات , مهما كان المرشح لمقعد الرئيس , ان تكون له صلاحية الاشراف او صلاحية التدخل في الشؤون السياسة الخارجية , او في شؤون الملف لبرنامج النووي , او حتى حسم القضايا المصيرية , إلا بموافقة ومباركة المرشد الاعلى , لان كل هذه الامور الحيوية تقع تحت هيمنة السيد علي خامنئي , وذلك يتم بعناية فائقة على الشخصية المرشح المطيع والمدجن , والذي لايثير المتاعب والمشاكل للمرشد الاعلى , وعليه ان ينفذ بما يصدر اليه دون نقاش او استفسار او تأخير , وان تجربة الانتخابات لعام 2009 مازالت ماثلة للعيان , على التدخل السافر والصارخ , في التلاعب والتزوير لصالح السيد احمدي نجاد على حساب المرشح ( مير حسين موسوي ) التي كانت كل الدلائل والمؤشرات , بانه سيصبح الرئيس القادم , وهو ينتمي الى التيار الاصلاحي , وتولى منصب قيادي مرموق في هرم الدولة في السابق , لكن ارادة ورغبة المرشد الاعلى حولته من منتصر الى خاسر في الانتخابات , مما دفع ملايين المواطنين في النزول الى الشوارع في انتفاضة احتجاجية عارمة , تشجب وتدين قرار السيد علي خامنئي الجائر , وقد قمعت الانتفاضة بقسوة ووحشية ,, اما هذه المرة فلن يكون التزييف والتلاعب يمر بسلام دون عوائق وصعوبات , ومواجهات شعبية حادة وشرسة وعارمة , وخاصة ان اوضاع البلاد تسير بخط بياني نحو الاسوأ والاخطر , وان حالة الاقتصاد يعاني من الانهيار في جميع مجالاته , من ارتفاع درجات التضخم , بالارتفاع الحاد في اسعار السلع ومنها المواد الغذائية , الى ارتفاع تكاليف الحياة المعيشية , الى انهيار العملة بأسوأ حالاتها , الى ارتفاع معدلات البطالة وتفاقم الازمة المعيشية , الى الاستخدام اموال الدولة بشكل سيئ , وبروز عمليات الفساد المنظمة , الى الفوض في ادارة شؤون الدولة , الى الهبوط الحاد في صادرات النفط نتيجة العقوبات الدولية , وعلى الفائز القادم في منصب رئيس الجمهورية , ان يكرس جهوده ونشاطه وعمله , في انقاذ البلاد من الكارثة المحدقة ومن نفق الازمة الخانقة , ومن هيمنة المرشد الاعلى على كل مفاصل الدولة , وهذه المهمة اشبه بالمستحيل او صعبة التحقيق , في ضؤ معطيات الوضع الراهن , في الخروج من شرنقة المرشد الاعلى , لذا من البديهي في الوقت الرهن , ان تقف ايران على مفترق الطرق , اما ان تواجه تداعيات الكارثة الاقتصادية , وابقى الوضع يسير بخطى حثيثة نحو الانحدار والهاوية السحيقة , واما بتفجير انتفاضة شعبية عارمة تعم كل المدن باشد من انتفاضة عام 2009 , وخاصة ان الجبهات الرفض يتسع نطاقها اكثر من السابق , من الاصلاحين والى والمحافظين , وحتى شملت اخيرا الابن المدلل للمرشد الاعلى وهو احمدي نجاد الذي بدأ يوجه انتقادات لاذعة الى المرشد الاعلى بهيمنته المطلقة على شؤون البلاد ولا يترك نافذة صغيرة يتحرك بها رئيس الجمهورية المنتخب.