دور الإعتدال في قيادة الأمة |
أهمية الإعتدال في إستقرار وضع الدول والحكومات يتفق العقلاء على أن كل تَطَرُّف لايخدم، ولايُقَدِّم بل يؤخِّر، لذلك فإن على الشعوب في النظام الديمقراطي أن تختار من ينسجم مع روح الإعتدال في السياسة أو الدين على حد سواء، وإن من الحكمة أن تشجع على مشاركة المعتدلين في إدارة الحكم والسلطة سواء في الإستشارة والإدارة أوالإستيزار.
تنمية مشاركة علماء الدين المعتدلين في قيادة الأمة إن على الشعب والحكومة بذل المزيد من الجهد لإشراك المجموعة المعتدلة من رجال الدين والسياسة في عملية قيادة الأمة، وعليها أن تمهد لها للإندماج في إدارة مؤسسات الدولة داخل النظام الديمقراطي وترشيد العملية السياسية والتغيير نحو الأحسن في النظام الأحسن، وعلى الشعب والحكومة أن تتحررا من مبدأ الشراكة والتوافق لتحقيق هذا الهدف. إن إتخاذ خطوات جريئة في هذا المجال كفيلة لقيام الصف الأول من المعتدلين بإصلاحات فاعلة وتغيير الأوضاع نحو الأحسن، وهذا الفعل سيعمل على خفض الأصوات المتطرفة التي خلفتها سياسات الأجنبي عبر مفهومي الشراكة والتوافق ولايحمل مواصفات الإعتدال في المهنية والكفاءة.
أيهما أفضل الإعتدال أم والتطرف داخل أوساط رجال الدين؟! إن خطابات التطرف داخل المعارضة السياسية نموذج سئ وَسْطَ نظام معتدل، فالنموذج المتطرف يفتقد للروح الوطنية والإعتدال ويميل الى الإنغلاق على الذات. وفيما يلي نماذج لرجال دين في مجتمعات ذات طبيعة مضطربة كما في العراق): أولاً: رجال دين ربانيون: وهم المثقفون الذين يمتازون بوعيهم السياسي والعقائدي وهؤلاء عهدناهم إما قادة روحانيون أو أساتذة حوزيون ومنهم كتّاب وفلاسفة ومؤلفون. ثانياً: رجال دين وطنيون: وهؤلاء يتميزون بحبهم للوطن والإخلاص له، يشاركون في العمل السياسي ومذهبهم الإعتدال. ثالثاً: رجال دين متحزبون: وهؤلاء يمتثلون لإرادة قادة الأحزاب والتعبد بقراراتهم دون مراعاة لإرادة الأمة. رابعاً: رجال دين أدعياء: وهؤلاء إتخذوا السياسة مهنة لهم، ولهم أجندتهم للحصول على المال أوالوصول للسلطة. خامساَ: رجال دين عملاء: وهؤلاء لهم نشاطهم السياسي المحموم المرتبط بالدول الأجنبية لغرض القيام بأدوار خطيرة لها أثر سئ في حياة الأمة.
تنامي أعداد رجال الدين لقد حدث في عصرنا هذا تنامياً كبيراً في أعداد رجال الدين داخل العراق بسبب حدوث بعض الإنقلابات الإجتماعية والسياسية ودفع ذلك الى ظهور دخلاء في أوساط الطلبة الجامعيين وطلاب الحوزات الدينية.
بين الأدعياء والأوفياء نحن بحاجة الى التفريق بين الكوادر العلمية المتخصصة من رجال الدين وبين الأدعياء منهم فقد ظهرت أعداد كبيرة من المعممين لايعرف عنهم شيئاً ولابد لنا من التمييز بين الدخلاء والأصلاء بتحديد ضوابط مهنية تُوَثِق لهم المهنية.
دور المرجعيات الدينية والتيار السياسي المعتدل نرى أن الحاجة تزداد يوماً بعد يوم الى المرجعيات الدينية المعتدلة لإسداء النصح والدفاع عن الوطن ضد التدخل الأجنبي بكل اشكاله ومصادره وضد حالات العدوان الخارجي، كما تتزايد الحاجة الى مشاركة التيار المعتدل في السياسة أيضاً من أجل تحقيق الأمن والإستقرار والحياة الحرة الكريمة. |