مهما ذهب حاكم لبغداد و جاء حاكم جديد ، فبغداد ستبقى ممعنة بخرائبها و مزابلها و نفاياتها ، لكي لا تصلح لغير مكب نفايات ، على أن تكون عاصمة لبلد معروف حضاريا و تاريخيا .. فمشكلة بغداد مع هؤلاء ــ جميعا ـــ هي مشكلة نمط التفكير و الحس المعماري و الذوق الجمالي على صعيد هندسة العواصم و المدن الأنيقة و الجميلة مع مرافقها وبناها التحتية و خدماتها العصرية ومراكز ها الثقافية و بيئتها الخضراء والصديقة مع الاحتفاظ قدر الإمكان ــ بالطابع التراثي لمعالمها التاريخية و الأثرية .. بينما هؤلاء و أولئك نظروا و ينظرون إلى بغداد على أنها أماكن لرمي زبالات ومكب لنفايات و مرتع لقطعان و جرذان .. ولكن قبل هذا و ذاك إنهم نظروا و ينظرون إليها على أنها عاصمة فرص سانحة و استثنائية لمقاولات و مشاريع وهمية أو نصف منجزة ، لجني المبالغ الطائلة و الخيالية من جراء ذلك .. و إلا فأين ذهبت تلك المئات من مليارات الدنانير و الدولارات التي صُرفت على إعادة بناء بغداد ، بينما بغداد لم تزد غير خراب فوق الخراب .. إذن ............ فأليس سيان إذا ذهب " أبو الدعوجي أو المجلس الأعلوي " عن حكم بغداد ليحل الحجي الصدري "أو الأخوانجي الإسلامي محلهما ؟!.. فهؤلاء الجدد كل ما سيعملونه من أجل بغداد ، ربما ، هو أن يغطوا خرائبها بملاءات سوداء وفقا لذوقهم الكئيب ، لتليق بوضعها الحزين و المأساوي الأليم ..
|