حينما ينتخب الاصلاحيون في ايران يمينيا معتدلا!

 

 

 

 

 

 

بعد مدة طويلة من الانتظار وبعد حملات المرشحين الاعلامية وبعد متابعة حثيثة من قبل وسائل الاعلام الايرانية والاجنبية بشكل استثنائي هذه المرة، حطت الانتخابات الايرانية التي اجريت يوم 14/6/2013 اوزارها واظهرت النتائج تقدما ملحوظا وغير مفاجيء لحسن روحاني على غيره من المرشحين مما جعله يحسم النتيجة من الجولة الاولى للانتخابات بنسبة 51% فيما ترك النسبة المتبقية توزع بين المنافسين. 
الحديث عن الفائز يستصحب الحديث عن نسبة المشاركة وهي الاخرى كانت ملفتة للنظر ايضا بحوالي 73%. نسبة المشاركة نابعة اساسا من موقف خاص للاصلاحيين هذه المرة بأن يخرجوا باقل الخسائر وان لا يتركوا الساحة للمرشحين من ذوي الرؤى المتطرفة والحادة والبعيدة عن اطروحات الاصلاحيين وهذا ما دفع خاتمي بحسابات فن الممكن، لتشجيع انسحاب عارف لصالح روحاني، رغم ان هذا الاخير لم يكن في يوم من الايام خارج اسوار اليمين. اذ كان حسن روحاني، عضوا في مجمع تشخيص مصلحة النظام الايراني، والامين الاسبق للمجلس الاعلى للامن القومي، الذي كان يمثل الجانب الايراني في المفاوضات مع الاسرة الدويلة حول الملف النووي الايراني. وهذه المواقع لا يمكن ان تترك بسهولة لشخصية ذات طابع اصلاحي على الاطلاق. 
من هنا فان نسبة المشاركة التي رفعتها اساسا مشاركة الجمهور الاصلاحي والتي رجحت كفة روحاني اليميني المعتدل نابعة اساسا من عدم فسح المجال ليميني اكثر تطرفا من نجاد او على غراره، مما يجعل الامور تسير بايران الى الاسوأ ولم يكن دافع المشاركة والتصويت لروحاني بالدرجة الاولى من اجل التغيير نحو ما يطمح اليه الجمهور الاصلاحي. من جهة اخرى فإن روحاني نفسه لعب السباق الانتخابي بطريقة ذكية واراد كسب جمهور عريض من اجل الخروج بالمنافسة من الجمهور اليميني الى الجمهور الاخر وهذا ما لم يوفّق به بقية المرشحين. 
ايران التي اهتزت صورتها بعدما حصل من تداعيات اثر نتائج الانتخابات السابقة التي اثيرت حولها شكوك، عادت هذه المرة ووضعت حدودا اكثر صرامة للترشيح فمنعت جميع من ارادت منعهم تلافيا لاي مضاعفات غير محسوبة وتركت الامور لهمة المرشحين حقا وحقيقة، وفاز من حصل على اكثر الاصوات، هذا الفوز كان متوقعا من خلال استطلاعات الراي التي اجريت قبل الانتخابات وكذلك من خلال رودود الافعال التي صدرت من الشارع ووسائل الاعلام بعيد المناظرات التي جمعت المرشحين. بالاساس لابد ان يكون لايران رئيس يهديء اللعب مع الاسرة الدولية والاقليمية فالاقتصاد الايراني في وضع حرج ولابد لايران من التقاط الانفاس وهذا ربما ما يشجع بعض اجنحة الحكم في ايران بالوقوف وراء حسن روحاني الرئيس السابع لايران الجمهورية، وربما ايضا يدفع المرشد الى دعمه في كثير من توجهاته التي عبر عنها اثناء الحملة الانتخابية ان كان فعلا جادا فيما اراد.