حسونيات من الكحل |
صباح هذا اليوم ...كنت على إستعداد ان أستنشق الكبريت والسخام ... كنت على إستعداد أن أبحث في الشواء البشري عن إختفاء سيّد الاحلام .. لطالما إستنشقت رماد جان دارك وطالما وضّأني الحلّاج بالدم وطالما بحثت قرب النهر عن آثار للعباس وطالما قد عانقتني قرّة العين بفانتازيا التعرّي للإله قبل قتلها... كنت على إستعداد صباح هذا اليوم ان أقبّل الجميع من اجل العراق كما كان يقبّل الجميع من أجل فلسطين أبو عمّار ... صباح هذا اليوم سجدت ليس طاعةً لكنني هويت بالقاضية القاصمة الغادرة الحمقاء وانتابني الألللللللم ... أشعر بالغباء حين لايقترب الجواب من تخيّلي ...كيف لماذا أين فجّروا ؟؟ماذا سيجنون إذا مافجّروا ؟؟ يحرقني السؤال .. من ياترى يريد ان يصدّر الآلام والإدمان أو عدم الإكتراث.؟؟؟؟. واليأس والجنون واللوعة والحقد من ذا ياتُرى ؟؟ ؟؟ أنا إستخدمت كل الأين والكيف والمتى ومن وماذا ولماذا وكل ماتعلمت في موضوعة الإستفهام ...كم كان متعباً ...وأسهل النحو حروف الجواب المختصرة هل عاد فلان ؟؟: نعم ولا والأباثي ..والصمت الحزيييييييييين أو الشتائم التي تطال اللص والشرطي والحاكم والشيعة والسنّة والأتراك والفرس والعرب واميركا واسرائيل ومجلس النواب والرئيس والوزير والقوّاد والملائكة والشياطين ...وقد يكون الجواب: خارج نطاق التغطية... وسيّد الأحلام يجلس في حضيرة الأمم تسوسه الثيران والغيلان والحيتان ...ووووووووووووووووطن !!!!! صباح هذا اليوم طلبت من ضمير صاحبي الفنان ان يحضر الألوان لنرسم الوطن ...فلم أرَ الأخضر والأزرق والأبيض ..فقط رأيت الأحمر المسود بالسخام والأصفر المسود بالكراهية والأسود المصفرّ بالمؤامرة والأصفر المحمر بالغياب والغروب فوق عيون إمراة مات إبنها البكر فلم تميّز بين سلة الطماطة المشوية و الدماء الكادحة الزكيّة ... وكم تغنّيت حين كتبت الشعر في صباي بالكحل (حيث كان للكحل في العشق طقوس )...صباح هذا اليوم رأيت من يجمع من بقايا الناس والسلال كحلاً من السخام يبيعه ...لمن ؟؟ فسيّد الأحلام لم يعد وطن. |