عيد الصحافة العراقية

 

الايام الحالية تشهد احتفالية الصحفيين بالذكرى 144 لصدور (زوراء) اول صحيفة عراقية، الصحافة ودورها بات معروفا لدى الجميع، والصحافة العراقية من خلال مسيرتها الرائعة كانت دوما لها الدور الايجابي ومشهود لها بالمواقف الوطنية، وتلك الاقلام المعروفة بتوجهاتها التي كانت تهز دوما العروش، مراحل عديدة مرت بها الصحافة العراقية منذ تأسيسها، وتعرض الكثير من روادها الى مضايقات الانظمة الحاكمة، فكانت السجون والابعاد الى المنافي وغلق الصحف، بالاضافة الى التصفية الجسدية كما فعلها النظام البائد، دون ان تثنيهم من السير في الطريق الذي كان دوما مع حقوق الشعب ومطالبه المشروعة، الدور المشرف للصحافة العراقية مشهود له ليس في حدود البلاد بل تجاوزها بكثير، وبعد احداث التغيير في 2003 تنفست الاسرة الصحفية بكل عناوينها الصعداء لانها كانت ايذانا ببدء صفحة جديدة في مسيرة الصحافة العراقية، ويوم بعد آخر اصبح العراق اخطر الميادين في العالم للعمل الصحفي، ولكن الصحفي العراقي كان واثقا من نفسه وحريصا على نقل ما يحدث في بلده الى العالم وقدم الكثير من الشهداء الذين تم تصفيتهم لكونهم صحفيين ومن استشهد اثناء تأدية عمله الصحفي، واختطاف البعض الاخر وكان في مواجهة مع الاعلام المشبوه الذي كان لاينقل الا الجانب المظلم، العمل الصحفي تم اختراقه من قبل الكثير من الدخلاء على المهنة بعد ان تم اختيار العمل في الصحافة للارتزاق فقط وليس اداء رسالة، ونتيجة الاوضاع السائدة في الساحة العراقية انعكست سلبا على الاداء الصحفي، وفي بعض الاحيان اصبح مرتبكا نتيجة التحزب لهذه الجهة او تلك والابتعاد عن الحيادية، ويبدوان السياسة وخلافات فرقائها اثرت ايضا على العمل الصحفي، المؤسف هناك من في مراكز المسؤولية لاتروق لهم رؤية حرية العمل الصحفي، وتعرض الصحفيون الى الكثير من محاولات تكميم الافواه وهذا مؤشر سلبي في العراق الجديد الذي ينشد الحرية، والاعتداءات المتكررة من حمايات المسؤولين دون ايجاد حلول لها، وعلى السادة المسؤولين مراعاة الصحافة وهي تؤدي رسالتها، وعلى السياسيين الكف عن اتهام الصحافة في كل الازمات لان وسائل الاعلام تنقل ما يحدث سياسيا، وهذا لايعني ان جميع الصحفيين في وسائل الاعلام المختلفة على مستوى المسؤولية في الاداء حيث تأتي بعض الاخبار المفبركة في وسائل الاعلام لسبب او اخر ولكن هذا الامر ليس قياسا، والاسرة الصحفية مطالبة بابعاد من ليس مؤهلا للعمل الصحفي للحفاظ على الوجه المشرق للصحافة العراقية ووفاء لروادها، الاحتفال بهذه المناسبة ليس في حفلات الطرب وإلقاء البيانات الرنانة وانما العمل الصحفي الرصين في اجواء خالية من تكميم الافواه والعمل لمساعدة الصحفي للحصول على المعلومة، وتحسين ظروفه المعيشية وتأمين حقوقه المشروعة اثناء العمل وبعد الانتهاء من عمله الصحفي لأي سبب كان، والعبرة اليوم ليس في وجود اكثر من نقابة او جهة صحفية تمثل الصحفيين رغم موافقة ذلك مع الدستور، وفي احيان كثيرة تكون خلافات هذه الجهات شخصية اكثر مما هي مهنية، ولكن من يستطيع العمل في تمهيد الاجواء للعمل الصحفي وليس السعي للكسب وتحقيق مصالح ذاتية، العمل الدؤوب من ترسيخ قواعد العمل الصحفي وتشريع القوانين التي تطلق الحريات الصحفية، تحية إجلال وإكبار لشهداء الصحافة في عموم العراق.