تحديات صعبة امام الرئيس المنتخب في ايران

 

لا شك ان انتخاب السيد حسن روحاني , رئيس جديد لايران , ومن الجولة الاولى وبفارق كبير عن بقية المنافسين الاخرين . له دلالات ومعاني كبيرة , لانها جاءت في مرحلة الصراع والخلاف الحاصل بين الاصلاحيين والمحافظيين ,, وتشتت وتفتت جبهة المحافظين وانسلاخ منهم شخصيات لها وزن وثقل سياسي وشعبي , مثل شخصية رفسنجاني وغيره من الشخصيات التي كانت تملك مصدر القرار السياسي في السابق , وكذلك جاءت بعد انهيار الاقتصاد الايراني , والذي تحمل تداعياته السلبية الشرائح والوسطى والفقيرة والمعدومة , وقد تجلت غول الازمة الاقتصادية بقوة , على زيادة تكاليف المعيشة والتي ارهقت باعباءها فئات واسعة , وزيادة اعداد العاطلين عن العمل , وانهيار العملة الايرانية الى أسوأ حالة , والاثار السلبية من العقوبات الدولية , وحركة التذمر الواسعة في الشارع الايراني , وسياسة الدولة المضطربة والمتخبطة , والتي عمقت الهوة بين اصحاب الحل والربط , وبين المواطن الذي تجرع علقم الازمة الخانقة ,. بهذه التحديات الصعبة والعويصة ستواجه الرئيس المنتخب . لكن الرئيس الجديد وعد الشعب في اول لقاء صحفي له , بانه سيعمل على انقاذ الاقتصاد الايراني المنهار , باسلوب يختلف عن سابقه , وان اسلوب المرونة والاعتدال سيكون عنوان بارزا لمرحلته القادمة لمجابهة التحديات المصيرية , ووعد بتحسين العلاقات مع دول الجوار ومع الغرب والعالم , وانه بصدد تشكيل حكومة امل تضطلع بمهام كيفية الخروج من الازمة الخانقة , وانه على استعداد بالتعامل بشفافية , فيما يتعلق بالملف النووي ( مما هو جدير بالذكر , بان السيد روحاني كان المفاوض النووي الايراني بين عامي 2003 و 2005 , حين وافقت ايران انذاك بصفة موقتة على وقف الانشطة المرتبطة بتخصيب اليورانيوم ) هذه الخطوط العامة لبرنامج حكومته المقبلة . ولكن يبقى السؤال الاهم , هل يسمح المرشد الاعلى لنفسه ان يتخلى عن بعض صلاحياته المطلقة ؟ وهل يستطيع الرئيس المنتخب ان يمارس صلاحياته دون تدخل المرشد الاعلى ؟ , وهل يقبل ولي الفقيه ان يتعامل الرئيس الجديد مع الغرب بالمرونة؟ وهل يسعى الرئيس المنتخب , الذي حظي بدعم واسناد من التيار الاصلاحي وفي مقدمتهم الرئيس السابق خاتمي ومن التيارات المحافظة المعتدلة في مقدمتهم الرئيس السابق ولسنوات طويلة مثل السيد هاشمي رفسنجاني , والذين ساهموا في انجاح حملته الانتخابية , والتي قادته الى النصر وفي الجولة الاولى في التصويت , ان يتجاسر ويطلق سراح السجناء السياسيين , ويسمح بحرية الرأي والتعبير ؟ وهل يسمح بعودة الصحف التي اغلقت بسبب اتهامها انحيازها الى التيار الاصلاحي ؟ وهل يسمح بحرية التجمعات الشعبية دون عوائق امنية ؟ وهل يستطيع اعادة العلاقات مع امريكا التي قطعت منذ عام 1979 ؟ وكيف تكون شكل العلاقة في المستقبل , هل في وئام وتفاهم أم نزاع وخصام على الصلاحيات ؟ هل بالخروج عن طاعة المرشد الاعلى ام الامتثال له دون مشاكل ومتاعب ؟ ان الايام القادمة ستشهد على نوع العلاقة اللاحقة ما ان تسير اما في خط ايجابي , واما تسير بخطى سلبية وتراجع الى الوراء وعندها ستتفاقم الازمة السياسية.