بيوتنا عورة... والحجارة تملأ ايدينا |
ليس اخلاصا للفكرة - اي فكرة - دين ، مذهب ، معتقد ، منتخب كرة ، ان تقعد - يا رعاك الله - لمعارضيها كل مقعد لصد سهامهم ودحض اشكالاتهم . الاخلاص الحقيقي الذي من شانه ان يكفل لك توسيع رقعة المؤمنين بفكرتك يتمثل في بحثك الدؤوب عن مواطن الخلل في شيء تؤمن به ومن ثم التحلي بالشجاعة الكافية لاظهار هذه المواطن على الملأ ، و بعدها تبدأ رحلة البحث عن الحلول الناجحة ( او الناجعة كما يروق للبعض). ايسر شيء على المرء اليوم ان يتفرغ ساعة من الزمن او اطول لنبش امهات الكتب بحثا عن مواضع الخلل في المذاهب الاخرى . والمعادلة، والحال هذه، سهلة للغاية ، فانت تفتش عن خلل بي باعتبارك متكاملا وانا اواصل الليلي بالنهار بحثا عن مواضع الخلل فيك والنتيجة محسومة سلفا . فاذا صحت مزاعم الطرفين فعلينا ان نلملم بضاعتنا و نقرع كاس السم معا ونرتكب فضيلة الانتحار الجماعي ففي ذلك فضل على الجنس البشري لا يضاهيه فضل . واذا كان جزء من مزاعم الطرفين صحيحة - وهذا هو الارجح لدينا - فان من الاجحاف ان يعير غراب غرابا بسواد الاطلالة فكلاهما "مصخم وملطم" . وفي حالتي صدق المزاعم مطلقا او جزئيا فان هذا الزمن الجميل الذي وهبه الله لخليفته في الارض "يفترض" ، يهدر بلا طائل والطرفان هم الاخسرون اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ، وليت شعري ما الذي ينتظر الفريقين في يوم الحساب . كلنا يوقر "المصلحين الهداة العجم والعربا" في داخله بدءا من اول مصلح احتضنته البسيطة (لا اعرف من هو لعله قابيل !!!) والى آخر مصلح يعيش بين ظهرانينا ( لعله العلامة العرعور) ، جميع المصلحين وفي مقدمهم نبي الرحمة محمد "ص" كان همهم الاوحد اصلاح الخلل الذي ينخر في مجتمعاتهم وليس توجيه سهام النقد للاخرين وترك مجتمعاتهم تخوض كالضفادع في المستنقعات . من هنا بالذات ياتي ثقل رسالات هؤلاء المصلحين حيث يجدون اقرب الناس اليهم لحمة وسدى هم الد اعدائهم من الذين يتربصون بهم ريب المنون "ما أوذي نبي كما اوذيت" . فلا غرابة ان نرى نهاية اغلب المصلحين على يد ابناء جلدتهم وقوائم الامثلة تطول و تطول . ليس انجازا كبيرا ان اضع المذهب او التيار الكذائي على النطع واروح في تقطيع اوصاله واجىء ، فكلنا عورات ولرجالات المذاهب الاخرى السن ربما تكون اكثر سلاطة منا . تصوروا لو ان الجميع بحثوا عن الخلل في داخلهم واصلحوه ، مالذي سيحدث ؟ اترك الاجابة الى عقولكم الراشدة ... لكن باعتباري متشرفا بالانتماء الى مذهب اهل البيت عليهم السلام بكامل قواي العقلية ، اود ان اطرح هذا السؤال على نفسي واتمنى ان يطرحه كل مخلص لمذهبه على نفسه ايضا ، تصور للحظة ان العملاق عليا بن ابي طالب يعيش بين ظهرانينا الان ، ماذا كان سيكون موقفه عندما يرى السفاسف التي اضيفت الى مذهبه "بفضل" رجال ظنوا شططا بانهم يحمون المذهب ويذودون عن حماه ، فاذا بهم يركسون به الى مديات مؤسفة جعلته يشبه ملامح كل شيء الا ملامح الامير ابي الحسن عليه السلام . لا تثريب عليكم اليوم ، فالامام علي مستعد لخوض مرارات زمانه والحروب الجائرة التي تجرعها ظلما وعدوانا من الاقربين ، لكنه غير مستعد ان يرى بوستا على الفيسبوك يدعوه الى كتابة "ياعلي" من اجل الحصول على سلتي ثواب من رب العالمين . واحدنا يتفرغ ساعات ينظر في المرآة خشية ان تكون شعرة من شعرات شاربه الرجولي نفرت من موضعها فاخلت باناقته المفرطة ، لكننا لا نستمثر لحظة واحدة في البحث عن خللنا الداخلي الي ينخر باعضائنا كخلابا السرطان . نحن منخورون بشكل مفجع فانشغلوا - يرحمنا ويرحمكم الله - برتق فتقنا الذي اتسع على الراتق ، عن مراقبة عيوب الاخرين من ثقوب الابواب . فاذا اصلحتم هذه الثقوب او وضعتم اساسا لرتقها ، فان ابوابكم لاشك ستزدحم بنصر الله وبالآتين الى دينه افواجا . |