انها اخطاؤك يا.. ناجح.. واخطاؤك لاتغتفر!! |
كما كان متوقعا لم يستغرب احد من خروج العراق من تصفيات كاس العالم 2014 لاسباب عديدة تقف في مقدمتها عدم قدرة اتحاد الكرة على التعامل مع الحدث بما يليق بالعراق وامكانياته ... حيث رفض الاتحاد الاستماع الى ملاحظاتنا التي دابنا على نشرها من حين الى اخر والتي ترقى في ظننا الى مستوى النصائح التي يجب الانتباه اليها ودراستها ولا حتى قبول نصيحة المدرب زيكو ناهيك عن استشارته . فلم يحدث أن استخف اتحاد كرة قدم بمنتخبه كما فعل اتحاد الكرة العراقي ... استخفاف بالمنتخب وعدم احترام للراي العام مما لم يسبق او يحدث له نظير وكما لم يفعله اي اتحاد في العالم ... فلو نظرنا الى وتيرة الاحداث وسير الوقائع سنكتشف ان هناك جملة من الأخطاء الكبيرة التي كانت تظهر وتبرز في كل المراحل االتي رافقت اعداد المنتخب وان التقصير كان هو العلامه الابرز في هذه المرحله. كان اختيار النادي العربي في قطر كملعب للمنتخب العراقي اول الاخطاء الكارثية دون الاتفاق على امر تسهيل نقل وحضور الجمهور المنتخب العراقي , فلعب العراق مبارياته دون حضور جمهوره الوفي وافتقد الفريق بذلك صوت محبي المنتخب الذي يبث الحماس والتشجيع ويعطي اللاعبين روح الفوز ويرهب الخصوم ... لم يقنع الاتحاد احد باعذاره حول صحة قرار اختياره في البداية حيث كانت حججه غير مقنعة ولا تدل على احترافية اعضائه , الى ان ندم على قراره في وقت متاخر ومع ذلك لم يعترف بالخطا. تعيين المدرب زيكو للاشراف على المنتخب العراقي كان القرار الصائب الوحيد الذي اتخذه اتحاد الكرة , مع انه جاء في وقت متاخر دون ان يعطى الرجل المساحة الزمنية لاعداد وبناء الفريق وهي من ابجديات العمل في كرة القدم , ويعلم الله باننا اكبرناه بتصرفه هذا وزاد قدره بنفوسنا واحترامنا له لكن سرعان ما ندم الاتحاد على قراره. حيث لم يستجب الاتحاد لطلباته او افكاره او نصائحه بل تمادى وتهور فى الارتباط معه او بناء علاقه ايجابية تخدم المنتخب العراقي , علاقة لم تبنى على اسس متينة متوازنة بل كانت هذه العلاقة على اسس غائمة , كانت سلبياتها قد طغت على ايجابياتها ... كان زيكو مطالبا بالنتائج دون تسهيل امره وتنفيذ برنامجه ...... لم تضع المعسكرات المناسبة امامه او توفير المباريات القوية التي كان يطالب بها , ومع كل المعوقات اظهر زيكو للعالم فريقا متمكنا فقرر في النهاية تصحيح مساره وانصرف.
وسط هذا اليأس الإصلاحي فشل الاتحاد من حماية زيكو , فسمح الاتحاد للبعض من له اجندة لا تخدم مصلحة البلد , بعد ان ظهر احد المدربين ممن لا يحمل الخبرة العالمية او العلم او الرخصة وتاريخ مرتبط بالتزوير يتوعد ويهدد زيكو علنا وفي اكثر من مناسبة في طروحات لا تمثل الا وجهة نظره الشخصية ضد مصلحة الشعب العراقي والراي العام العراقي ... لا اعلم كيف سمح له بذلك؟ لا اريد ان اتحدث عن وصف زيكو للاتحاد لان الرجل امامه قضية قانونية معه , لكن ليطلع العراقيين على ما قاله ايدو عن اتحاد الكرة والتجربة المريرة التي واجهها الطاقم التدريبي البرازيلي , ربما ساخفف من نبرات صوتة الغاضب وكلماته القوية , قال ايدو لم يحترم اتحاد الكرة كلمته معنا ، وسبق واخلف وعده اكثر من مرة , واجهنا اتحاد "ملاعب" حيث كنا نتفق معه على امور معينة بخصوص الفريق ثم يقوم بالتملص من الاتفاق ونقض كل ما اتفقنا عليه وتكرر الحال اكثر من مرة ... واضاف ايدو جئنا من اجل خدمة الكرة العراقية لكن اتحاد الكرة لم يسعى لتسهيل مهمتنا بل فرض علينا العمل مع كوادر محلية ضعيفة ... ومن الامور الاخرى التي اشار اليها ايدو ان الاتحاد حاول عسكرة المنتخب الوطني وهي اساليب قديمة لم تعد تنفع دون احترام وجهة نظر زيكو. ما اعرفه ان دور الاتحاد يتمثل في اعلاء كلمة الحق واداء رسالة العدالة وان تتخذ قراراته بمهنية وهي مبادئ تشكل جزءا اساسيا من عمله لكن عندما ننظر الى عملية اختياره للمدربين المساعدين للمدرب الاجنبي نجد ان هذه الامور لا وجود لها حيث ينحاز الاتحاد لاسماء معينة دون اعطاء فرص مماثلة لابناء البلد , ربما اختيارات فيها جهل وغبن وظلم ... فلنقرا باختصار امكانيات المساعدين مع الاحترام لاسمائهم ودورهم: عبد الكريم ناعم (مدرب حراس المرمى): تمسك الاتحاد به منذ وقت طويل دون النظر الى شهادته وخبرته , رغم انه يتكلم اللغة الانجليزية بشكل جيد حسب ما اخبرني عنه المدربون الاجانب لكنه فشل في تطوير حراس مرمى وفشل في تاهيل حارس مرمى عراقي للاحتراف عالميا , للعلم فقط اضاع العراق من 4-5 نقاط خلال الجولة الاخيرة من تصفيات كاس العالم بسبب اخطاء حراس المرمى. باسل كوركيس (مساعد المدرب): لا يملك سوى رخصة التدريب (B) لم يحصل عليها الا قبل اشهر قليلة والتي لا تسمح له بتدريب سوى فرق هواة , كيف تم اختياره وماذا سيضيف للمنتخب العراقي , كان المفروض من اتحاد الكرة ان يختار احد المدربين ممن يمتلكون رخصة التدريب (ِA) من اجل تحضيره للمستقبل ومساعدته لنيل رخصة البرو (PRO). سردار محمد (مدرب اللياقة البدنية): مهما امتلك من علم فانه لاشئ عندما يقارن مع المدرب البرازيلي موراسي سانتانا الذي استقدمه زيكو للعمل الى جانبه حيث قاد سانتانا ست منتخبات في نهائيات كاس العالم منها البرازيل اربع مرات (والفوز معها بلقب كاس العالم 1994) , ومنتخبي المملكة العربية السعودية والامارات العربية وهو المدرب المثالي الذي بحاجة اليه المنتخب العراقي ... اما سردار فلا احد يعلم ما هي امكانياته وخبرته او سيرته الذاتية التي تفتقد العالمية والتجديد , لم يقيم الرجل ولم تطور امكانياته ومع ذلك تم التمسك به طوال السنوات العشر الاخيرة ولم يفهم الاتحاد ان نسبة كبيرة من المدربين الاجانب فضلت عدم العمل معه , الم تكن تلك رسالة واضحة لاتحاد الكرة عن ضعفه ومع ذلك تم التمسك به في اهم ثلاث مباريات مصيرية للعراق للتاهل لكاس العالم امام سلطنة عمان واليابان واستراليا ... الم يكن وجوده خطئا. لو تم مقارنة المباريات الاعدادية التي خاضها المنتخب العراقي مع نظرائه في المجموعة فانك ستجد تقصير ليس في محله , ماذا ستضيف مباريات سيراليون او بتسوانا او ليبيريا للعراق من خبرة وفائدة. لقد اهمل الاتحاد واجبه بعد فوزه على الاردن , وتاخر كثيرا في اختيار المدرب البديل , كان هناك وقت كافي لاعداد منتخب كبير يليق بسمعة العراق لكن كالعادة ترك الاتحاد الامور حتى اللحظات الاخيرة. لقد كان امام ناجح حمود واتحاد كرة القدم الكثير من الوقت والكثير الكثير من الدعم الذي لا يمكن انكاره لدخول التاريخ , ولكن حمود لم يستفد من كل ذلك لا من الوقت ولا من الدعم وفضل العمل باساليب الماضي لذلك ضاعت على العراق فرصة كانت في متناول اليد للانتقال الى العالمية وصنع تاريخ جديد يليق بالعراق ... لقد اهمل ناجح حمود واجباته في قيادة الاتحاد العراقي بما يخدم مسيرة الكرة في العراق وتراجع عن لعب دور قيادي يكفل له شخصيا على الاقل تحقيق شيء من الشهرة المهنيه لكنه كما يبدو غير معني بالوصول الى مثل هذه الشهرة ولا يرغب ان يقال عنه انه كان وراء تحقيق هذا الانجاز او ذاك كما حصل لبعض ممن تولوا مثل مهمته في اتحادات عربيه وعالميه ولكنه اكتفى باظهار عاطفته الابويه امام العراقيين عندما شجع اللاعبين الصغار على ضرورة التحصيل العلمي ناسيا او متناسيا واجباته في تحضير منتخب العراق بشكل مشرف. لقد اثبتت لنا مسيرة الاتحاد عبر عقود من الزمن ان حدود اتحاد الكرة العراقي في التخطيط والتطوير لم تتعدى بطولات بحجم كاس الخليج او كاس العرب او غرب اسيا او بطولات الفئات العمرية , حيث ان فلسفته اضعف من ان ترقى الى مستوى التفكير بالبطولات العالميه المهمه رغم ان امكانياته الماديه والبشريه اكبر من مستوى هذه البطولات ولعل هذا هو السبب الذي يجعل الاتحاد مصرا على خوض المباريات في بطولات الخليج او العرب او غرب اسيا لان همته وعزيمته بمستوى هذه البطولات ومثل هذه الهمه الفاشله والعزيمه البائسه لا يمكن ان توصل اي منتخب الى بطولات بمستوى كاس العالم وهذا ما لمسناه بعد تجربة المنتخب العراقي في تصفيات كاس العالم 2014. ان ما حدث كان مخزيا بقدر ما كان مؤلما والمخزي هو ان تتكرر الاخطاء مرة بعد مرة وفي كل مرة يتصرفون وكان ما حدث كان امرا طبيعيا دون ان يعي احد ان ما حدث هو ان اتحاد كرة القدم العراقي لا يملك اي من اعضائه خبرة كاس العالم والتاهل لمثل هذه البطولة ... لذلك كان اجتهاده ضعيفا ووقع في اخطاء مستمرة ... حيث ان التاهل لكاس العالم لا يمكن ان ياتي او يتحقق بتصرفات وقرارات غير مبنية على خبرة ولا يمكن ان يتحقق بمجرد التمني او الحلم بالوصول الى كاس العالم ... الامر لو علموا اشبه بامتحان اخر العام يحتاج الى بذل المزيد من الجهد وهذا الجهد يعني المزيد من التخطيط والاعداد وقبل ذلك ان تكون للاتحاد فلسفة واضحة في كيفية العمل للوصول الى هذا المبتغى انه اشبه بالنظرية الاقتصاديه التي يتم وضعها لتنسجم مع متغيرات الفترة الزمنية ومع ظروف البلد وامكاناته والتي سرعان ما يتم التخلي عنها ووضع نظرية اخرى حالما تتغير هذه المتغيرات ويكتشف المعنيون ان النظرية السابقه لم تعد تصلح لمواجهة هذه التطورات فاين جهابذة الاتحاد العراقي من هذا الكلام ام انهم لا زالوا يعملون بمباديء العصر الحجري مع التمسك والتشبث بكل الاخطاء التي مر بها الجنس البشري عبر مسيرته الطويله ... وان اخشى ما اخشاه هو ان نصل الى مرحلة نشمئز بها من سماع كلمة كرة قدم او منتخب عراقي وعند ذاك لن تبقى هناك اية فرصة لان يكون هناك ثمة اتحاد او منتخب او حتى كرة يسمونها كرة قدم طالما بقي اتحادنا العتيد متمسكا بمواقفه المثيرة للجدل وبقي مكابرا ومصرا على اخطائه دون ادنى احساس او شعور بالمسؤولية تجاه الوطن. |