عجائب العراق السبع

 

بدءً هل عندكم شك في انتهازية الأحزاب العراقية الطافحة على السطح؟ هل تظنون أنهم جادّون حقاً في مقالهم؟ هل تعتقدون بأنهم وطنيون يتصارعون من اجل الفوز بشرف خدمتكم؟ هل صدقتم أن خلافهم واختلافهم لا لشيء غير المصلحة العامة وخدمة المواطن؟ هل انطلت عليكم شعارات العزم والبناء ومحافظتي أولاً والبدلة الزرقاء وهاخوتي النشامى؟
اذا كنتم تؤمنون بما أعلاه فاسمحوا لي أن أقول لكم بأنكم مخطئون يا سادة.
فهذه الأحزاب كلها كانت في السلطة في الدورات الحالية والسابقة ولم يقدموا شيئاً يذكر. عقد من الزمان مضى على طمر البعث الرقيع، والعراق مازال يرجع الى الوراء مثل بول البعير. عشرة أعوامٍ مضت عاماً ينطح عاماً لم تقدم احزابنا فيها ما يسرّ الخاطر ويريح البال. نعم قدموا صراعات، نزاعات، أزمات، سرقات، ....ات ات، ولكنهم لم يقدموا خدمات.
هذه الأحزاب لم ولن تعمل يوماً لخدمتكم، بل لعلها لا تتشرف بخدمتكم، لأنها احزاب همها جيبها ولا شيء سواه. هذه الأحزاب ياسادة أحزاب شخصية رسماً ومعنىً وغايةً، وانتم اعلم من غيركم بذلك.
لا ادري كيف تثقون بحزبٍ تخافون منه؟ هاي عجيبة!
ولا ادري كيف تشكون من حزبٍ متطرف لتستبدلونه بحزبٍ أشد تطرفاً؟ هاي عجيبتين!!
اما العجيبة الثالثة فهي التطبيل والتزمير والهلا بيك هلا لمن لا تطيقونه في سرائركم، بل تشتمونه في مجالسكم الخاصة وتعيبونه في حركاته وسكناته! ولا تقولوا لي كذبت.
الرابعة كيف تظنون ان حزباً ربح البصرة ام الخبزة والعمارة "مثلها" والناصرية ام الخبزتين والسماوة والحلة والنجف السياحية، ربح كل هذا وخسر بغداد وتظنونه خاسراً؟ لا بل تتباشرون بخسارته! هذه فعلاً عجيبة فماذا تساوي بغداد قبال الناصرية ام النفط بنظر هذا الحزب "الشريف"؟! وماذا جنى من بغداد غير الشتائم والفيضانات؟! وماله وأهل بغداد "اللملوم"؟! وهل غير بغداد وادارتها السيئة من قضم شعبيته؟! الظاهر ما حاسبيها عدل، فالأستثمارات والعقود والقومسيونات في الجنوب أدسم، وادارة محافظات آمنة ذات لون واحد أسلم وأتمّ، هكذا تفكر احزابنا ياسادة.
العجيبة الخامسة انكم لازلتم مقتنعين بحزب تخلى عن مسؤولياته بالأمس بعدما فشل حتى بضبط فوج حمايةٍ بسيط من السطو على مصرف وقتل حراسه! هل نسيتم؟! اعتزل ورفع الراية ليعاود نضاله السري المقتصر طبعاً على كتابة المقالات ونشر المذكرات التي لا تدفع ولا تنفع!
العجيبة السادسة أن دكاكين العَرَق مازالت مفتوحة في بغداد "العقائديّة" حتى هذه اللحظة وهذا أمر "حساس جداً" يُسقط ملوكاً ويستخلف آخرين حسب احزابنا العلمانية التي بات اعضاؤها يدفعون الرِشى لتظهر اسماؤهم في قوائم الحج، هاي كولش عجيبة طبعاً!
اما السابعة فان البعض بات يتعاطى جرعات المورفين ليصبّر نفسه بأن الزمن كفيل بليّ ذيل الكلب، فتراه جاهداً يبحث عن قصاصة ورق يستدلّ بها على تبدّل الرؤى وتحسّن المواقف. يبحث المسكين عما يصبّره وهو لا يدري أن كل ما يقال الآن ويروّج له لا يعدو كونه قشر موز يرمى تحت اقدامنا! فهل نحتاج عاماً كاملاً لنكتشف أننا ننزلق على گشر موز نحو الهاوية؟!