العراق ومستجدات المنطقة سياسيا

 

موقع العراق حاليا في رقعة جغرافية تجعله يتأثر فيما يحدث بجواره او في المنطقة، ثلاثة احداث تزامنت خلال الفترة القليلة المنصرمة، وتتأثر الساحة العراقية بها سلبا او ايجابا، الحدث الاول والمهم ما يحدث في سوريا وغموض ما يأتي في المستقبل القريب، ولاسيما بعد الموافقة على تسليح المعارضة السورية، وهل ان هذا القرار يعني الاسراع في تغيير النظام في سوريا أم جاء لاحداث توازن على الارض بين طرفي النزاع، ومن ثم اتخاذ القرار الدولي بخصوص سوريا؟ الساحة العراقية تتاثر بتداعيات الاحداث في سوريا سلبا او ايجابا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، لمواجهة مثل هذه الامور لابد من اتباع سياسة حكيمة لان المستقبل يحمل الكثير، بالاضافة الى وجود اتهامات للعراق بدعم النظام السوري رغم نفي العراق الرسمي لذلك، وهذا الاتهام اثر كبيرا على العلاقة بين العراق واطراف المعارضة السورية ادى الى غياب حبل الود بين الجانبين، الحدث الثاني يتمحور حول نتيجة الانتخابات الرئاسية الايرانية التي انتهت بفوز المرشح الاصلاحي الدكتور حسن روحاني، لابد من قراءة متأنية لنتيجة الانتخابات رغم العلاقة الايجابية التي تربط العراق وايران وتداعياتها المستقبلية والى اي مدى التؤثر في السياسة الخارجية الايرانية، نتيجة الانتخابات استقطبت الاوساط العالمية والأمل يحدو الجميع ان تكون هناك سياسة جديدة، فيما يخص العلاقة السورية الايرانية ومدى تاثيرها بهذه النتيجة الانتخابية، والاهم من ذلك فيم يخص الملف النووي الايراني بالدرجة الاساس، وهل يساهم اعتدال روحاني في ذلك، علما ان الملف النووي حسب المحللين والمتابعين يتبع المرشد الاعلى، ولكن التوقعات السياسية ان هناك تغييرا حتما سيحصل في السياسة الخارجية الايرانية والموقف من الملف النووي سيختلف عن الموقف السابق في عهد احمدي نجاد، وهذا يتطلب سياسة عراقية تنسجم مع المتغيرات وتؤدي الى محو الآراء التي تقول بتبعية العراق سياسيا الى ايران، ولابد ايضا من دراسة وتحليل كيف ستكون العلاقات الايرانية الخليجية، اما الجانب الاخر من الاحداث هو الموقف من التظاهرات التي خرجت في تركيا وكيفية تعامل حكومة العدالة والتنمية معها، ولايبدو في الافق حسب اراء المتابعين بانها تؤدي الى انهاء حكم اردوغان بل على العكس قد تؤدي الى اضافة قوة اخرى لحكم اردوغان، رغم كل الاراء، والتأكيد بان كل هذه الاحداث تخص شعوب البلدان هذه وهم احرار فيما يقولون وما يختارون ويفعلون، السياسة العراقية في هذه المرحلة يجب ان لاتبنى على العاطفة بل التعقل والدراسة المعمقة وتحليل الحاضر لمعرفة المستقبل، وضرورة الابتعاد عن التصريحات العقيمة من قبل البعض لان مصلحة العراق وشعبه اكبر من المصالح الحزبية ضيقة الافق، لان مثل هذه الدول لها ثوابت في السياسة ولاسيما تركيا وايران لايمكن ان تتغير بسهولة والمطلوب عراقيا كيفية التعامل معها بما يخدم مصلحته، المنطقة مقبلة على احداث ولكن كيف تكون هذه الاحداث.. القادم من الايام كفيل بكشفها، ولابد من ترميم البيت العراقي وتجاوز الخلافات لمواجهة الاحتمالات المستقبلية، وضرورة الاستعداد وكيفية مواجهة المستجدات التي ستحصل وتوظيفها لمصلحة العراق وشعبه سواء متغيرات الازمة السورية او نتائج الانتخابات الايرانية او كيف يسير وينتهي مايجري حاليا في تركيا، الازمة العراقية الحالية اثرت وبشكل مباشر في السياسة الخارجية العراقية، بل واكثر من ذلك اثرت على مكانة العراق الدولية، ولابد من السعي لتجاوزها وايجاد الحلول لها وهي ممكنة ان توفرت الارادة الحقيقية.