ارض السواد تتحول إلى بلاد التصحر والجفاف بسبب سياسات المالكي

بغداد – تسير بلاد الرافدين التي كانت تسمى قديما بأرض السواد لكثر أشجارها وبساتينها ومناطقها الخضراء الواسعة، تسير سريعا نحو التصحر والجفاف، لتتحول ما يقارب من 80 بالمائة من الأراضي العراقي إلى التصحر والجفاف، وهجرة أغلب الفلاحين لأرضهم طلبا للرزق في المدن، وسط عدم أهتمام حكومي بهذه القضية الأخطر التي تواجه البلد وتهدد وجوده.

ومظاهر التصحر والجفاف في البلد لم تعد خافية على أحد باستثناء حكومة المالكي التي تصم أذنها وأعينها عن رؤية الدمار الكبير الذي خلفته فوضتها في البلاد. فغالبية الطرق الرئيسية عارية من أي غطاء نباتي كان بجانبها في يوم من الايام، واختفت الكثير من اشجار النخيل الوارقة. وزحفت الرمال لتصل إلى طرق النقل السريعة في مدن الناصرية والبصرة وكربلاء والنجف.

وتشير أرقام احصائيات وزارة الزراعة في العراق أن نسبة التصحر في العراق بلغت 80 في المئة، بسبب شح المياه والتغيّرات المناخية، ما تسبب في تقليل المساحات الصالحة للزراعة والبالغة نحو 42 مليون دونم، لا يستغل منها حاليا إلا 14 مليون دونم.

وأنتقد مهندس الري كاظم جواد، غياب وسائل الري الحديثة، التي تمكن من الاقتصاد في المياه وتقليل الهدر. وفي الوقت نفسه، يرجع جواد تكرار العواصف الترابية والغبارية إلى تمدد الصحراء نحو المدن والمساحات الخضراء، مشيرًا إلى ازدياد أعداد أيام السنة التي يعلو فيها الغبار مساحات كبيرة من ارض العراق. ويحذر جواد أيضًا من انخفاض الإنتاجية الزراعية إلى أقل من 20 كيلوغراما للهكتار، ما يجعل من مساحات العراق ارضا صحراوية بحق.

ويؤكد محمد الجنابي أن الحكومات المتعاقبة وكذلك الحالية واصلت عدم اهتمامها واكتراثها ولامبالاتها على هذا الصعيد، على الرغم من كل التحذيرات التي تمتلئ بها التقارير الرسمية المحلية والدولية، دون أن تقدم على اتخاذ خطوات أو إجراءات فعلية وجذرية من شأنها وقف عملية زحف التصحر أو التقليل من عملية قضم مساحات جديدة من الاخضرار والمسطحات المائية الباقية وتحويلها إلى جدب وقفار، وذلك من خلال مطالبة الدول المتشاطئة بحصة أكبر من المياه، وكذاك عبر بناء سدود للاستفادة من مياه دجلة والفرات الذاهبة هدرا إلى شط العرب، إضافة إلى القيام بعملية تشجير وتخضير واسعة النطاق والحيز.

وأضاف الجنابي أن حكومة المالكي كانت ولا زالت منهمكة في صراعات ونزاعات جانبية على السلطة والنفوذ والمال، وبالتالي فلم يبق لها وقت كاف ولا مزاج شاف، بسبب ضمير ميت، للاهتمام بمشكلة التصحر والجفاف ولا بخراب العراق السريع. أما المجتمع فكان أكثر سلبية وتفرجا ولامبالاة وعدم اكتراثا إزاء هذا الزحف الخطير للتصحر في البلاد.