تأجيج ألصراع ألطائفي في ألعراق
تتعرض بغداد والمحافظات الى سلسلة من ألهجمات ألارهابية وبشكل يومي من قبل التنظيمات "الجهادية" و"دولة ألعراق ألاسلامية والميليشيات المسلحة المتشددة محاولة منها لاعادة انتاج الحرب الطائفية لعام 2006 . ووفقا الى أحصائيات معهد واشنطن ففي الربع الأول من عام 2011، انخفضت الهجمات الشهرية إلى أدنى مستويات لها حيث وصلت إلى معدل 358 حادث وهو أقل معدل ربع سنوي منذ عام 2004. وبحلول الربع الأول من عام 2012، كان متوسط عدد الهجمات الشهري قد ارتفع إلى 539. وبحلول الربع الأول من عام 2013، ارتفع معدل الهجمات الشهري إلى نحو 804. وهذه الإحصائيات لا تقدم أدلة على تزايد نشاط المتمردين فحسب بل توفر إثباتات على أنها انتقلت من استهداف الأمريكيين إلى قيام عراقيين باستهداف عراقيين على أساس طائفي .
سلسلة هجمات
أدت موجة تفجيرات في أسواق الأحياء ذات الأغلبية الشيعية في بغداديوم 27مايس 2013 إلى مقتل أكثر من 70 شخصا إصابة نحو 200 في سلسلة هجمات استهدفت مناطق تسكنها غالبية شيعية في بغداد، اضافة الى هجومين في كركوك والموصل، في حلقة جديدة من مسلسل العنف الطائفي المتصاعد في الاسابيع الاخيرة . وقالت الشرطة ومسؤولون طبيون إن أكثر من عشرة تفجيرات وقعت في أسواق ومناطق تجارية في انحاء العاصمة العراقية من بينها تفجيران وقعا في وقت واحد أحدهما على بعد مئات الامتار من الاخر في حي مدينة الصدر وأسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصا وتكررت الهجمات ايضا في 29 مايس 2013 في احياء بغداد راح ضحيتها عشرات ألابرياء من ألمدنيين. أما صحيفة ألواشنطن بوست في 17 مايس 2013 أن فقد ذكرت بان موجة التوترات الطائفية الأخيرة هي الأسوأ التي شهدها العراق منذ خمس سنوات وهي نوع من اختبار قدرة رئيس الوزراء ، على إحتواء الأزمة التي تتأثر بالصراع المحتدم في سوريا . وذكرت الصحيفة أن السنة في العراق يشعرون بالمرارة أمام تفاقم التمييز الحكومي ..(...).
جيش ألطريقة ألنقشبندبة
وقد تركزت معظم الهجمات على القوات الحكومية والمناطق الشيعية، وهي اعمال عنف غالبا ما يتبناها تنظيم "دولة العراق الاسلامية"، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة وانتشرت الهجمات التي تستهدف مساجد للسنة والشيعة وقوات الامن منذ مهاجمت قوات الامن الاعتصامات في ألحويجة /قرب كركوك في ابريل 2013 مما أدى الى مخاوف الانزلاق مجددا الى حرب طائفية شاملة . هذه ألمواجهات مابين القوات ألامنية والمتظاهرين أججت تنظيماتت جهادية لتظهر على السطح ومنها "جيش ألطريقة ألنقشبندبة " والتي تعتبر ألمناطق القريبة من الحويجة ومحافظة صلاح ألدين معقل لهذا التنظيم ، يذكر بان تاسس ألتنظيم كان في عام 2007م وهو تنظيم ياخذ الهيكل العسكري وهنالك هيئة اركان يرأسها ألمدعو "عامر محمد أمين". صحيفة أل"نيويورك تايمز" نشرت بأنه في الوقت الذي واصل فيه تنظيم القاعدة تنفيذ عمليات تفجير السيارات والهجمات الانتحارية، عمل جيش رجال الطريقة النقشبندية على تسليح أفراده وقام بتجنيد مقاتلين من صفوف وحدات الحرس الجمهوري لصدام ،وقد اظهرت مقاطع فديو للنقشبندية وهي تفرض سيطرتها على بعض ألاحياء القريبة من سامراء وصلاح ألدين.
حادثة ألحويجة
أن ألطريقة التي تعاملت بها ألحكومة ألمتظاهرين نتج عنها الاحتكاك ألمباشر ، هذا ألاحتكاك من شانه أن يولد ردود فعل سريعة أنفعالية تخرج عن ألسيطرة بسبب ما تعيشه ألشخصية ألعراقية من شحن طائفي دفين ، كان الاجدر بالقوات ألعراقية التعامل مع المتظاهريين ضمن معايير أمنية لغرض ألتفريق ،أما ألحوار مابين ألمتظاهرين وقوات ألامن يعتبر خطوة خاطئة زادت من الاحتقان ،لان الاطراف ألسياسية وليس القوات العسكرية من تكون عادة معنية بالتفاوض والحوار ، و تجارب ألنزاعات ألمحلية توصي بعدم وجود أحتكاك مابين ألطرفين. حادثة ألحويجة حفزت أهالي المنطقة والمناطق الاخرى بحمل ألسلاح ضد ألحكومة وهذا ما جاء على لسان وجهاء عشائر ألمنطقة ألغربية بتشكيل "جيش العشائر" .هذه النتائج تعكس الوهن والضعف الذي اصاب ألحكومة ،التجارب تقول بان سطوة العشائر والعصابات لا تظهر الا بضعف ألحكومة وغيابها ونحن ألان امام هذه ألحقيقة التي باتت معروفة .
أستراتيجية مطاولة ألحكومة
الحكومة تعيش حالة من ألتمزق والدولة العراقية تعيش حالة نزف عنيف . أن اصرار ألحكومة بالبقاء في السلطة رغم جميع مايجري في ألعراق ،يعتبر محاولة منها للمطاولة حتى أنتخابات عام 2014 . أن استمرار ألحكومة يعني تمتعها بألامتيازات واستغلال ميزانية ألدولة لصالح الحزب الحاكم في ألانتخابات ألقادمة، في حكومة اختفى فيها ناطقها ألرسمي والناطق باسم عمليات بغداد . ألحكومة تلقي باللوم على الوضع في سوريا وتمدد الارهاب ،فرغم وجود تمدد للتنظيمات "ألجهادية " عبر سوريا والعراق ،لكن التقارير ألاستخبارية كشفت بان جبهة ألنصرة في سوريا هي نتاج "دولة العراق ألاسلامية " ناهيك بان العنف في ألعراق كان موجودا قبل الحالة ألسورية ومهما بحثنا عن سبب تراجع ألامن في العراق فيرجع الى غياب ألمقومات الاساسية للامن والدفاع ،النظرية تقول بانه لايوجد أمن بدون نظام سياسي مستقر وهذا غير متوفر في الحالة ألعراقية . ألعراق يعيش منذ عام 2003 ولحد الان أحتقان وترحيل أزمات وتدويرها من أجل بقاء ألاطراف ألسياسية في السلطة، فمهما اختلفت ألاطراف المشاركة نجدها تتفق على الاستمرار . لذا لايمكن ان نطالب مؤسسات الامن والدفاع القيام بواجباتها مع هكذا عملية سياسية والاجدر في حالة العراق للخروج من هذه ألدوامة فقط أعادة هيكلية العملية السياسية وحل ألبرلمان بعد أنتخاب حكومة أنتقالية لا تتضمن المشتركين بالعملية ألسياسية تفرض القانون على الارض ثم يصار الى أنتخابات عامة وهو الرجوع ألى ألمربع ألاول لعام 2003 ،لكن هذا الخيار يواجهه تحدي جماح ألسلطة ليتحول الى خيار مستحيل أمام غياب غالبية أعضاء البرلمان وتمركز ألسلطة في الحلقة الضيقة ألقريبة من رأس الحكومة والحزب الحاكم.
تصاعد ألعنف
لقد صعدت وتيرة العنف في العراق مابعد الانسحاب الاميركي في ديسمبر 2011 ،لتكون الحكومة العراقية هي المسؤولة بأدارة الامن والدفاع ومنها مكافحة الارهاب في العراق . وشهدت الاجهزة الامنية زيادة في أعداد مقاتليها ،لكن التجارب اظهرت بان هذه الاعداد لا تمثل الا ارقام في أحصائيات الدفاع والامن ولا تشكل اي تغيير نوعي في المؤسسات العراقية.
هذه ألقدرات الضعيفة استغلتها ألتنظيمات "الجهادية " لتشن سلسلة من العمليات ضد أهدافا ،البعض منها كانت أهداف نوعية مثل مؤسسات الدولة والسجون لكنها الان تحولت ضد اهداف شيعية رخوة مثل الزوار الشيعة وألمحلات العامة ، لترسل رسائلها بانها تستطيع الوصول الى المناطق المغلقة ومنها في احياء بغداد مثل مدينة الصدر والشعلة وألكاظمية بهدف خلق ألفوضى أكثرمن تحقيق أهداف محددة .ألعمليات ألان تحولت من"غزوات " وعمليات نوعية ألى سلسلة عمليات ارهابية ضد مناطق شيعية واماكن عامىة مع زيادة بالعدد و نقلا عن مصادر موثوقة من داخل بغداد أكدت بان بغداد شهدت أحداث قتل طائفية وعلى الهوية هذه الايام وسط بغداد ، وبات أهالي بغداد يتخوفون عبور ألمناطق ألمغلقة لمكونات طائفية واحد . ونقل شهود عيان بأن هنالك نقاط تفتيش وهمية بدات تظهر في بغدات تستهدف ألقتل ألطائفي .هذأ ألمشهد يعيد طائفية عام 2006 ، ويذكر بان فلما وثائقيا أجنبيا ، كشف فيها بان القوات ألاميركية وخبراء أمن واستخبارات عراقيون يعملون لصالح الاميركان كانو وراء رمي الجثث في شوارع بغداد أنذاك ،ألجثث كانت ضحايا التعذيب في سجون سرية داخل المنطقة الخضراء وقرب ساحة النسو ومطار بغداد ،هذا ألمشهد للاسف هو ألمرجح أكثر للبغداديين خلال ألايام ألحالية. أن نتاج ألعنف ألطائفي حاليا في العراق تعود جذوره ألى ايام ألاحتلال ألاميركي والممارسات ألخاطئة التي ارتكبها بالاشتراك مع ألسلطة ضد ألعراقيين من تعذيب وقتل وتهميش ومداهمات عشوائية ،هذ الممارسات نجحت بخلق ألخصوم ،رغم ان هنالك مجاميع تشعر بالمرارة لكونها خسرت ألسلطة مابعد 2003و ألتحقت بالتنظيمات ألجهادية لرفضها للحكومة ألحالية والعملية السياسية . وهنالك مشاهد مازالت عالقة في اذهان العراقيين تمتد ألى ممارسات ألقوات ألاميركية في سجن ابو غريب والمعتقلات الاخرى ، هذه ألمعتقلات خرجت الاف ألمقاتليين من تنظيم ألقاعدة و"دولة ألعراق ألاسلامية ،ليكونوا اكثر تمرسا وشدة في ألتحدي. مايجري في العراق ألان هو نتاج طائفي عراقي محلي ،مصدره الخلافات ألسياسية ، هذه ألخلافات سوف تزيد من تدهور ألامن وتراجع ألحياة ألعامة في ألعراق .
|