المرجعية الدينية بين الدور الأكاديمي والدور الولائي

 

الناس بين تقليد الفقيه وإتباع ولي فقيه
قد تختلف المرجعيات الدينية وتتنوع بحسب طبيعة وتنوع شخصية الفقيه، فقسم من هذه المرجعيات يأخذ بمبدأ ولاية الفقيه، والقسم الآخر منها يقتصر في نشاطه على شؤون الإفتاء والدراسة والبحث والتدريس، وقد تختلف المرجعيات فيما بينها في أمر ولاية الفقيه ولكنها تتفق دائماً فيما يتعلق بالسيادة الوطنية أوالدفاع عن المقدسات، وأما الإختلاف الحاصل بين العلماء في الفروع فعلى العوام أن يحترموه وندعو الناس الى عدم أكل لحوم العلماء أو توجيه الإنتقاد لهم بميل أوهوى فنحن أقل شأناً من أن ننال من شأن هذه المرجعيات.

توضيح لأصناف المرجعيات الدينية:
أولاً: المرجعية التي لاتتبنى فكرة ولاية الفقيه: كالمرجعيات في العراق وهي مرجعيات عاكفة على البحث والدراسة والتدريس، واللقاء بالناس وحل مشاكلهم وإسداء النصح لهم في الشؤون العامة.
مهماتها: كثيرة منها:
أ – الإلتزام بإلقاء الدروس الحوزوية على طلبة الحوزة في مراحل المقدمات والسطوح وبحث الخارج.
ب – الإشراف على المشاريع الفكرية والعقائدية.
ج – توجيه الناس في الشؤون التي تختص بالعبادة والمعاملة والإجابة عن الإستفسارات الموجهة إليهم.
د – الإهتمام بالمشاريع الإجتماعية التي تختص بها دور العبادة كالجوامع والمساجد والحسينيات.
ه – المشاركة في حل المشاكل الإجتماعية للناس من خلال المؤسسات الدينية.
و – الإهتمام ببث الثقافة الفكرية والعقائدية وإصدار المؤلفات.
ز – النصح والإرشاد في كافة المجالات ومنها الجانب السياسي بلا تدخل أو تبني لفكرة ولاية الفقيه، وحث المسلمين على الوحدة فيما بينهم، وإحترام الآخرين على إختلاف عقائدهم وتنوعها.
ويترتب على ذلك عدم التدخل في شؤون الحكم والسلطة إلا بالقدر الذي يستوجب النصح وماتقتضيه الحكمة وأداء الواجب.

ثانياً: المرجعية التي تتبنى فكرة ولاية الفقيه: كبعض المرجعيات النادرة المتواجدة أو التي تواجدت في بعض الدول العربية والإسلامية وكثيراً ما تركز هذه المرجعيات على الدور السياسي للأمة.
مهماتها: بالإضافة الى المهمات الآنفة الذكر التي بينّاها في الصنف الأول فهي تهتم بتبني مبدأ ولاية الفقيه والمشاركة في الحالة السياسية بشكل فاعل:
وهذا النوع يهتم بالجانب السياسي ويوليه إهتمامه الخاص وحرصه الشديد لإتخاذ مواقف صريحة تجاه التحديات التي تواجه العالم الإسلامي والمسلمين، ومستقبل الشعوب المستضعفة والأوطان التي تبحث عن الإستقلال.

وأخيراً وخصوصاً في أوقات المحنة فأن علينا أن نجتنب الفتنة التي يسعى لها البعض ونبتعد عن الخلاف فيما بيننا ففي ذلك إضعاف للجميع.