المالكي يقدم الدباغ والدليمي كبشي فداء على مذبح فساده

بغداد – لا يحتمل قطار الفساد الذي يقوده نوري المالكي، بنجاح في الدورة الثانية من حكمه لبلاد الرافدين، أية شخصية من ركابه يقف أمام سير هذا القطار أو يلوح بالفساد وسرقة أموال الشعب العراقي الذي يدعمه المالكي، في حين أنه يرفع شعارات الوطنية والنضال وربما المظلومية، التي يسملها المالكي لكل من يهم بركوب قطاره.

فالمالكي لا يقبل أن يكون في قطاره شخص يمكن أن يعيق عملية الفساد والإفساد التي ينشرها قطاره في الأرجاء التي يمر بها في بلاد الرافدين ولا تكاد تخلو منطقة دون أن يمر بها، فأي راكب في قطاره يفضح تورطه بعمليات فساد يتم إنزاله فورا في أقرب محطة امامه ولا عزاء له.

وبعد أن أنزل المالكي ناطق حكومته الرسمي علي الدباغ الذي كان يعمل بمنصب وزير بعقد سنوي، من قطار فساده، عندما تم ربط أسم الدباغ بفساد صفقة السلاح الروسي وبعد حالة من الجدل بين الدباغ والمالكي على حقيقة موقف الأخير وعلمه بقضية الفساد والعمولات التي أخذت قبيل سفره لروسيا.

فقد أصدر مكتب المالكي الخاص، قرارا بإلغاء عقد الدباغ وتسريحه من عمله وأبداله بوزير حقوق الإنسان محمد شياع السوداني، الذي سيعمل بالإضافة لعمله بصفة الناطق الرسمي باسم الحكمة وبعقد إضافي سنوي.

أنتقل المالكي للعربة الثانية من قطاره لينزل شخص آخر تم ربط أسمه أيضا بصفقة فساد وعمولات الصفقة الروسية، لتخليص قطار فساده ممن يمكن أن يبطئوا سير قطاره، ولضمان عدم تشويه صورة قطاره كي لا يلتفت الناس اليه ويتناوله حديثا وترقبا وجدلا. حيث تشير الأنباء عن تفكير جدي للمالكي بأبعاد وزير الثقافة ومندوبه الوفي في إدارة وزارة الدفاع وكالة سعدون الدليمي، بعد أن ربط أسم الدليمي بفساد صفقة السلاح الروسية التي قالت بغداد أنها أوقفتها رغم نفي الدليمي بعدم الغائها وأنها لا تزال جارية.

وقالت مصادر إن المالكي ينتظر نتائج لجنة التحقيق التي شكلها مجلس النواب حول صفقات العمولات التي أجريت على هامش صفقة السلاح الروسي والتي كشفتها موسكو ذاتها وفقا لقانون كشف الصفقات السرية التي يجريها مسؤوليها مع جهات خارجية.

وأضافت المصادر ذاتها أن هناك نية للمالكي لما أسمته المصادر لتطهير وزارة الدفاع من كبار المسؤولين في مكتبه العسكري، بعد أن طهر مكتب الناطق باسم الحكومة، بسبب شبهات بحصول فساد وعمولات بعشرات ملايين الدولارات تورط فيها الدليمي والدباغ، مشيرين أن أسماء أخرى ربما يشملها الإنزال القسري من قطار فساد المالكي في الأيام القليلة المقبلة فما دامت الإنتخابات على الأبواب فلا وجود لمن يمكن أن يشوه صورة المالكي التي يعمل حزب الدعوة على إعادة تلميعها مرة أخرى لخداع الشعب العراقي.

ورغم ذلك فإن المالكي يتستر على ما يجري في الكابينة الرئيسية في قطار فساده، حيث يتنعم الفاسدون والمفسدون بالحماية والرعاية، فقد كشفت الكثير من المصادر المعتبرة عن تورط نجل المالكي، أحمد، بترتيب عمولات صفقة السلاح الروسي، مما يؤكد أن المالكي أراد أن يقدم الدباغ والدليمي كبشي على مذبح فساده، للتغطية على فساده وتلميع صورته بأنه ناصر العدل وطارد الفساد.