في المناطق و الأحياء الشعبية المكتظة في بغداد، باستطاعة و بإمكان المرء أن يلاحظ شيئين بكثرة كثيرة و بزحمة مزحومة أولهما :الزبالة المتراكمة .. و أما ثانيهما الأكثر بروزا ووضوحا للعيان لكونها معلقة في الهواء و ملفتة للنظر جدا ، إلا وهي الصور الضخمة و الفخمة لزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر ، إضافة إلى أقربائه الكرام : صور في كل مكان ، تستطيع أن تقول إنها متواجدة بكثرة ، لا تُعد ولا تُحصى ، وهي تباغتك في كل شارع ومنعطف و ركن من هذه المناطق و الأحياء ، طبعا إضافة إلى مركز العاصمة و هذه الصور تكاد تشكل سمة بغداد الأساسية !.. حقيقة وهي ـــ أي صور السيد القائد !!ــ معبرة عن ذاتها في أوضاع وحالات متعددة و متنوعة منها ملابس " الصاعقة " كرمز و إحياء للمقاومة الوطنية العراقية !!، و التي كان للسيد القائد صولات و جولات في هذا الأمر!! إلى حد جعلت قوات الاحتلال تلوذ بالفرار من العراق و ترتعب مغمية عليها كلما سمعت باسمه الكريم و المجيد قائدا للمقاومة الوطنية العراقية !!، وفي صوره الأخرى نراه ماسكا كتابا بين يديه وهو في حالة استغراق تام في القراءة ناهلا من ينابيع العلوم و المعارف ، ما أمكانه ، من فروعها و أصولها ، طبعا ، زادا و تشبعا حتى النخاع !!.. أجل ........... صور في كل مكان ، صور ضخمة و فخمة ، و مهما حاولت أن تخفض عينك عنها فهي تجذبها إليها رغما عنك !! ، و من المؤكد أنها صور مكلفة جدا لمن يدفع أسعارها و أثمانها الغالية و الباهظة جدا ، وهي إذا شئنا أم أبينا تذكرنا بصور " السيد القائد " السابق الذي اختنقت بغداد آنذاك من كثرة صوره و تماثيله ... وهذا يعني بأن صور القائد السابق قد اختفت و حلت محلها صور القائد الجديد !!.. و ليس بالضرورة بعلمه هو .. فالرجل معتكف في محراب العلم و المعرفة تماما !!.. إلى جانب الاهتمام بشؤون الرعية !!.. و ربما لهذا السبب و تجنبا لمثل هذه المقارنة ...و بعد استغراق عميق من تجليات و اشراقات نفسية و مخاض فكري عسير !!، فطن السيد القائد إلى هذا الأمر المحرج فوجده متناقضا مع رفضه لنهج عبادة الشخصية و غير مقبول قطعا : كأن تنافس صوره صور صدام في كل ركن و ساحة و ميدان و على أعمدة كهرباء وعلى واجهات بنايات وبيوت من معظم أركان بغداد و المحافظات الجنوبية .. و إذا به يؤمر بإزالة تلك الصور الفخمة و الضخمة .. فباركه الله في الدنيا و الآخرة قائدا مظفر و زعيما مخضرما !!.. لكونه أرحم بالبغداديين أكثر من غيره . فمن المؤكد إن غالبية البغداديين سيشكرون السيد القائد على إزالة تلك الصور الكثيرة و الموجودة في كل مكان من بغداد بحيث لا يرون شيئا غيرها .. ففي النهاية تكفيهم ما يعانون من كثرة النفايات و الزبالات و الأنقاض الزاحفة إلى أبعد مسامة من مسامات بغداد .. من يدري ؟! .. ربما إن السيد مقتدى الصدر سيؤمر محافظ بغداد الصدري الجديد بتنظيف بغداد من كل نفاياتها و أوساخها و أنقاضها أيضا ، لتظهر عاصمتنا نظيفة تماما كعهدها في أزمنة ازدهارها السابقة ..
|