المالكي يتراجع عن قرار سحب حمايات المراجع في النجف
بغداد – دفعت سلسلة الهجمات المسلحة التي أستهدفت مكاتب المراجع الدينية بالقنابل اليدوية والصوتية، حكومة نوري المالكي للتراجع عن قرارها سحب نصف حمايات مكاتب المراجع في مدينة النجف، في حين أطلقت الأجهزة الأمنية في المحافظة اليوم الأربعاء خطة أمنية مكثفة وواسعة للسيطرة على التردي الأمني الذي تشهده المحافظة بسبب قرار المالكي سحب الحمايات. وقال مصدر أمني اليوم الأربعاء، أن نوري المالكي قرر إعادة 400 عنصر من حمايات مكاتب المراجع الدينيين في مدينة النجف القديمة، مبيناً أن هذا القرار جاء على اثر تعرض مكاتب المراجع في الآونة الأخيرة إلى هجمات مسلحة. وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه إن "القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي قرر ارجاع 400 عنصر امني إلى منطقة النجف القديمة بعد ان سحبهم الاسبوع الماضي"، بعد أن رفضت مكاتب المراجع أستقبال المالكي في زيارته الأخيرة للمحافظة. وكان مكتب المرجع الديني بشير النجفي كشف في الخامس عشر من الشهر الحالي أن المالكي أرسل كتابا يتضمن سحب الحمايات من مراجع محافظة النجف، لافتا الى أن البعض يرى الأمر بأنه "استفزازي"، فيما وصفت اللجنة الأمنية بمجلس المحافظة امن المراجع "خط احمر". وفرضت قيادة عمليات النجف اليوم الأربعاء اجراءات امنية مشددة في مدينة النجف على خلفية الاستهدافات التي طالت مكاتب معتمدي المرجعية الدينية في النجف القديمة. وقالت مصادر أمنية في مديرية شرطة محافظة النجف الأشرف اليوم الاربعاء ان "قيادة عمليات المحافظة فرضت منذ الصباح الباكر اجراءات أمنية مكثفة تمثلت بغلق المدينة القديمة بالكامل وقطع كافة الشوارع الرئيسية في المحافظة ما تسبب بزحامات مرورية كبيرة ادت الى شل حركة السير في عموم المدينة". وشهدت مدينة النجف خلال الايام الماضية سلسلة من الهجمات المسلحة على مكاتب المراجع الدينية فيها بالقنابل اليدوية والصوتية، حيث انفجرت أمس الثلاثاء قنبلة صوتية استهدفت مكتب المرجع الديني بشير النجفي كما انفجرت قنبلة صوتية بالقرب من مكتب المرجع الديني الشيخ محمد اسحاق الفياض في محافظة النجف دون وقوع خسائر بشرية تذكر. فيما أستهدفت قنبلة صوتية مكتب المرجع الديني علي السيستاني الشهر الماضي من دون أن تؤدي لإصابات بشرية، فيما أستهدف قبر رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الاسبق شهيد المحراب محمد باقر الحكيم في محافظة النجف برمانة يدوية ادت الى مقتل احد الحراس. وخرج العشرات من طلبة الحوزة العملية وشيوخ ووجهاء عشائر مدينة النجف الأشرف الإثنين الماضي في تظاهرات امام مكتب الشيخ محمد اسحاق الفياض احتجاجا على الاعتداء الذي تعرض له مكتبه الأحد الماضي. وحمل المتظاهرون الأجهزة الأمنية مسؤولية الاعتداءات التي طالت عددا من مكاتب المرجعية الدينية في النجف. وقال عادل الزركاني معتمد المرجع الديني الشيخ بشير النجفي إن "الإجراءات الأمنية المتخذة لحماية الحوزة العلمية والمراجع الدينية ضعيفة جدا أمام التحديات الأمنية". وأضاف إن "الجماعات الإجرامية أصبحت خطواتها منظمة في شن الهجمات على طلبة الحوزة العلمية ومكاتب مراجع الدين اكثر مما كانت عليه سابقا". وتابع إن "هذا الامر يتطلب من الحكومة المحلية والاتحادية رد فعل قوي وصارم لوقف وردع تلك الهجمات"، مشيرا الى أن "الاجراءات المتخذة حاليا خجولة ولا ترقى لمستوى التحديات الجسيمة".