الامتحانات الوزارية وتسرب الاسئلة ! |
الاستعدادات لإداء الامتحانات النهائية للصفوف المنتهية تأخذ كثيرا من العوائل، وكل ذلك يؤثر سلبا هذا من الناحية المادية ناهيك عن الوضع الامني غير المستقر بالاضافة الى كثرة العطل الرسمية وغير رسمية وكلها مؤثرة على المستوى العام للطالب، ورغم كل ذلك فان الطلبة يتحدون كل الظروف غير الطبيعية بغية تحقيق نتيجة ترسم الخطوط الاولى لمستقبلهم، ولكن كيف واجه الطلبة هذه الظروف لحين بدء الامتحانات، وكانت الاسئلة في الايام الاولى مصدر ارتياح للطلبة، ولكن هل استمرت فرحة الطلبة بنوعية الاسئلة في ايامها الاولى؟ استبشر طلبة الصفوف المنتهية خيرا بالتصريحات الرسمية من مسؤولي وزارة التربية الى وسائل الاعلام و التي سبقت الامتحانات النهائية ونوعية الاسئلة التي تساعد الطلبة على تحقيق النجاح، ولكن يبدو ان هذه التصريحات على عكس سير اجراء الامتحانات، مادة الاحياء للسادس العلمي والاجتماعيات للدراسة المتوسطة اربكت الطلبة كثيرا لصعوبتها، واصابتهم بالاحباط الشديد ومن ثم خشيتهم من صعوبة الاسئلة في الدروس القادمة التي قد تقضي على احلامهم، وزارة التربية لها سياستها عند وضع الاسئلة، ولكن ان تكون الاسئلة انتقامية كما يصفها الطلبة هذا لابد من الوقوف عنده ودراسته، كان على وزارة التربية دراسة جميع الظروف للطلبة قبل الامتحانات ولاسيما الظروف الامنية التي مرت بها ومازالت العاصمة بغداد والمحافظات الاخرى، والتي تؤثر نفسيا على الاجواء الدراسية للطالب وخصوصا من يفقد احدا من ذويه والاثار السلبية التي يتركها على نفسية الطالب، ونتيجة صعوبة الاسئلة الكثير من الطلبة سلم دفتره الامتحاني او قام بتأجيل الامتحانات، الجانب الاخر الذي اثر كبيرا هو الاخبار عن تسرب الاسئلة الامتحانية ويتداولها الطلبة امام المراكز الامتحانية مما يؤدي الى اربكاهم وفقدان التركيز لديهم، هذا ليس رجما بالغيب وانما ما قاله الطلبة في وسائل الاعلام، تسريب الاسئلة ليس من اجل سواد عيون الطلبة وانما الغرض منه تحقيق مكاسب مادية كبيرة، ولايستطيع الطالب من ذوي الدخل المحدود دفع هكذا مبالغ، ومن هنا تفقد الامتحانات قيمتها كمنافسة بين الطلبة لتحقيق النجاح، وما جرى خلال السنة الدراسية هباء ويساهم على تحقيق النجاح لمن ليس مؤهلا لذلك، بالاضافة الى تدهور البنية المستقبلية عند تسلق الفاشلين السلم، وطلبة ذوي الدخل المحدود عليهم تحمل كل ذلك والارباك الذي يصيبهم عند رؤيتهم لزملائهم يدفعون المبالغ المادية الكبيرة لكل مادة، وهؤلاء ليسوا احسن حالا في المستويات العلمية. وهناك عوائل كثيرة رغم محدودية دخلها وفرت خلال العام الدراسي كل وسائل الراحة لابنائها من مدرسين خصوصيين وغيرها وحسب امكانياتها المتواضعة، واذا بها تفاجأ بتسريب الاسئلة للاخرين وانتهاء حلم النجاح لابنائهم. وهل ستستمر معاناة الطلبة هكذا مع كل موسم امتحانات؟ وزارة التربية عليها التاكيد على سلامة الاسئلة ومنعها من التسرب وفق الضوابط التي تعتمدها، وليس وضع اسئلة كما يقول الطلبة عليها انتقامية. كل الامل ان تساهم وزارة التربية في تهيئة اجواء ايجابية للطلبة في اداء الامتحانات وليس الاقتصار على توفير العصائر والماء البارد في القاعات الامتحانية ومشكورة وزارة التربية عليها، وتبقى هي الجهة الاولى في مساعدة الطلبة. لان تكرار تسرب الاسئلة الامتحانية يضع وزارة التربية وخطتها على المحك، لان المستقبل لايبشر بالخير لمن حصلوا على النجاح ليس بروح المنافسة وانما من شراء الاسئلة المتسربة، إعادة النظر والخطط ضرورية للحفاظ على الارث والتقاليد التي جاءت من اجلها الامتحانات، ويجب ان يكون الجميع سواسية. |