نكتب ما نشاء ويفعلون ما يشاؤون

 

نكتب ما نشاء ويفعلون ما يشاؤون فلتكسر الاقلام التي تكتب ولا احد يقرأ , فلتقطع الاصابع التي تطبع ولا تجد طريقا للنشر , افكارنا في مهب الريح ونقدنا هواء في شبك , ما فائدة القلم امام اللغم ؟ وهل تمحي الطابعة ألم الفاجعة ؟ اقلام تدين واخرى تعزي وتستنكر وألة العنف تقتل بالضغط على ازرار التكفير والتكبير, ونحن ندين ونستنكر! ما الجدوى من السطور والحمائم تتساقط في الليل والضحى , حقا انه جرح نازف , وسط كتابات لم تستطع ايقاف هذا النزيف او تضميده او ... لقد باتت معان السلام والوئام فقط محشوة بين تلافيف ادمغتنا وثنايا اوراقنا ولشريعة الواقع القول الفصل , حتى صارت الحياة والنفس بيد الباغي الدنئ يقتل حيثما وايان يشاء . نملك التعبير ولا نقوى على التغيير , في جعبتنا الكلمات والالفاظ لكن في الحقيقة خالين الوفاض . اذا قلبنا صفحات التاريخ سنعثر على مثقفي الثورة الفرنسية الذين قرروا التحرر من ضعف الارادة وزنزانات الكلام والانظمام الى سوح الحرية والحياة الى ميادين التصدي للظلم والطغاة , لم يتوطنوا المقاهي وجلسات السمر والشعر . ثمة من يخطط لاغتيال الطفولة والامومة والابوة ويتامر على الحلم والطموح والمستقبل ويفتي بفتاوى الهتك والتدمير ويجد من يعاونهم من اللصوص والمفسدين والمتسلطين الذين غابت عن عقولهم المعالجات وعلا صوتهم في التصريحات, هذا التخطيط الشيطاني قد دخل حيز التنفيذ , عذرا لا أريد ان اصبح محلا سياسيا واعاود التنظير والاستقراء والتفلسف وايراد التعابير والمصطلحات التي لم تفلح بصد رصاصة كاتم او شظية مفخخة كانت مستهدفة صدر برئ . صح قول احد الزملاء حينما ذكر بأحدى مقالاته ان المعرفة بلا قوة ضعف وان القوة بلا معرفة توحش . الكثير من العراقيين ينظرون الى الطبقة الكاتبة على انها (بطرانة) وبرغم قساوة هذا الحكم غير انه الاقرب الى الواقع اذ لاتزال هذه الطبقة طبقة (الاقوال لا الافعال) وتفتقر الى عنصر التاثير عكس المثقف الفرنسي السالف الذكر. اذن على الحمائم ان تتحول الى صقور والا تنهشها الذئاب وتبتلعها التماسيح , فهناك فرق بين السلام والاستسلام.