المالكي باع رخيصا... والحكيم والصدر يتحالفان

 

 

 

 

 

 

تتردى الثورات الشعبية، في مهاوي الطغيان، على مر التاريخ، ولم تنجُ اية تجربة من هذا القدر، على الاطلاق؛ باعتباره حتمية تاريخية، تلهج بنزوع الانسان للاستحواذ على مقدرات المجتمع، من حيث طاقة الاعتراض، وقوة اسقاط السلطة الشمولية، في محاولة لتشكيل سلطة الشعب بديلا.

لكن نهازي الفرص، ممن غالبا لم يشاركوا في الثورة، يقفزون على المرحلة المسالمة، بعنف الآمن حين يتولى على المنهك تعبا، فيسير الاحداث لصالح انانيته، وتتحول الثورة، من انتفاضة شعبية لاسقاط حكومة جائرة، الى فرصة لصنع طاغية جديد، يفوق في الـ... اباه.

ودائما، في كل مكان وزمان، ثمة من يتصدى للطاغية الجديد.. نهاز الفرص، يصحح مسارات الثورة باقتلاع خبثه من طيب ارضها الطاهرة الخصبة.

وهذا ما حدث، من خلال تحالف السيد عمار الحكيم.. زعيم المجلس العراقي الاسلامي الاعلى والسيد مقتدى الصدر.. زعيم التيار الصدري والسيد اسامة النجيفي.. رئيس مجلس النواب، في تشكيل سياسي يهدف الى انتشال العراق من مخالب الطاغية نوري المالكي.. رئيس الوزراء المتفرد بالقرار كما لو ان العراق ملكا صرفا له، تواليا مع ما جره الطاغية المقبور صدام على العراق من ويلات، ما زالت حلقات سلسلتها تطوق عنق المنطقة عموما وشعب العراق خصوصا.

كل ديكتاتورية ناشئة بحكم نزوع الفرد للتسلط، تلقى قوى تحبط مسعاها، وهذا ما سيشكل نهاية للديكتاتورية المالكية، بتحالف قوى الحكيم والصدر والنجيفي، لصالح عراق جمهوري بدل الملكية المالكية، المتشكلة من رماد الخراب الذي احدثه الطاغية المقبور صدام حسين والحروب والعقوبات الدولية والارهاب التي اسست لها تخبطات النظام الغابر.

يحلق المالكي بجناحي عنقاء الطغيان المنتفة من رماد الحروب!

بانت ملامح انهيار المالكي، لحيوده عن مسار الحضارة الى همجية التفرد بالدولة، ضاربا تشكيلاتها الدستورية، عرض مصالحه الخاصة.. انه ينهار، فان لم تفك اصابعه عن عنق البلاد، اغرقها معه اختناقا...

اثبت السياسيون المتحالفون الثلاثة، انهم حاملو تطلعات العراقيين، الى دولة مثالية تزيح قبح الماضي وتؤسس لجمال المستقبل، في ما اثبت الشعب حسن اختياره من يمثله، سواء بالالتفاف حول قادة وطنيين بحق، او تهميشه كتلة (دولة القانون) بزعامة المالكي، في انتخابات مجالس المحافظات، التي قال الشعب، من خلالها، رأيه بديكتاتورية المالكي.

فها هو تحالف الحكيم – الصدر – النجيفي، يتخطى الاسفين الطائفي، لرحاب الروح الوطني المخلص في الولاء للعراق وقضايا الشعب، بعيدا عن الطائفية التي روجت لها حكومة المالكي كي يضعف الشعب وتستقوي الحكومة، ترتع وتلعب بالفسادين.. الاداري والمالكي وتهمل الخدمات من دون حسيب.

التحالف يصب في صالح العراقيين بالقضاء على حكم المالكي الذي لم تعد امامه فرصة للتفكير بترشيح نفسه لولاية ثالثة، لانه اثبت بان الازمة تكمن فيه وليس حلولها.

تعامل المالكي مع (حزب الدعوة) و(دولة القانون) كما تعامل صدام مع حزب البعث، مع حفظ الاحترام للدعوة سموا عن البعث، فالامثال تضرب ولا تقاس.

اذ اكد حزب الدعوة براءته من المالكي الذي لم يروه في اجتماعاتهم حتى، بحسب تصريح السيد عزت الشاهبندر.

حفر المالكي عزلته التي سيخرجه منها العراقيون، مثلما اخرجوا صداما من (الزاغور) وهذا ما لا اتمناه للمالكي، بل اتمنى له الشجاعة في التراجع عن غيه؛ كي لا يلقى المصير الذي آل ايه سلفه في التجبر.. صدام حسين.

اقول هذا مخلصا للزاد والملح اللذين اكلناهما معا، خلال لحظات عصيبة من مفترق الطرق في تاريخ العراق.. صداقة.. مع الاسف، تنصل منها بائعا بالرخيص، فيما كان يجب الاعتصام بها، مهما غلا ثمن التخلي عنها.

والخيانة غدرا، شيمة اتصف بها هذا الرجل مع الجميع.. افرادا، في حاضنة العراق، الذي يريد امتطاءه وصولا لمصالح خاصة ينهار بعدها...