شتان مابين مخبر كامل الزيدي ومنظر صلاح عبد الرزاق |
قال اهلنا الاولون.. صح لسانهم في القبور: "الرجال مخابر مو مناظر" اي ان تسمع بافعال المعيدي، خير من ان تراه، وهذا مثل عربي قديم، متوارث عن الاسلاف، يرجح العمل على الاستعراض، حتى ان الله.. سبحانه وتعالى.. عد صلاة المراءات باطلة، حثا للمؤمنين على الاخلاص في ما يؤدون من مناسك يريدون بها وجه الله وليس خداع البشر.. واي بشر، انهم المغلوبون على امرهم، ممن لا حول ولا قوة لهم، الا بالله مسبب الاسباب ومن ابرزها حكومة تحفظ كرامة الفقراء وتضمن عيشا آمنا لهم. فهل كانت حكومة بغداد المنتهية ولايتها، بهذا القدر من المسؤولية الالهية امام البشر؟ انما انقسمت بين تواضع كامل الزيدي.. رئيس مجلس محافظة بغداد، خدوما يشرف المنصب ولا يتشرف به، قدر ما يتعاطى معه على انه تكليف من اناس وضعوا ثقتهم بشخصه متفضلين... الشطر الثاني من حكومة بغداد، ثلاثية الانشطارات.. اميبية التميع، هو صلاح عبد الرزاق.. محافظ بغداد، رجل متكبر، اغتنى بعد فقر فلم يلتمس الامام علي (ع) من بطنه خيرا، متغطرس لا يرد سلاما على احد ولا يجيب لهفة المضطر اذا دعاه الى اداء واجبه انطلاقا من صلب المسؤولية التي يشغلها، كما لو انه متفضل على الشعب. كلاهما لم التقيه، ولا تربطني به صلة مباشرة، انما انصاف للحق اقول: استوقف شرطي صلاح عبد الرزاق، طالبا منه ان يسمح له بالسلام عليه؛ فنهره بطريقة اقشعرت له ابدان ملائكة الله وهي تنقل ما يجري على ارضه التي سيرثها عباده المخلصون. بينما يرد كامل الزيدي على ارقام تلفونات تطلبه، من دون سابق معرفة، فيقضي حوائج اناس لا يملكون له ضرا ولا نفعا، بما فيها مكالمتين جرت بيني وبينه؛ لم اكن اعرفه شخصيا قبلها، ولم التقيه مباشرة بعدها؛ استجاب لهما بترحاب، يرفض خلاله قبول الشكر على اداء واجبه؛ كي "لا تذهب المنة بالفضل امام الله". الرجلان خارج المسؤولية الآن، ولا مغنم لمادح فيهما او قادح، انما اكتب هنا جردة حساب فائت بين شعب بغداد وحكومته المحلية السابقة. ينتمي صلاح الى جناح رئيس الوزراء نوري المالكي، في حزب الدعوة، والزيدي من جناح خضير الخزاعي.. حزب الدعوة / تنظيمات العراق. نستخلص من تجربة البغاددة مع هذين الرجلين، وكثير على شاكلتيهما متفاوتتي الصفات، في ازمنة وامكنة اخرى، ان الاناء ينضح ما فيه، والافراد يطلون صفاتهم الشخصية، على المنصب الذي يشغلونه.. يحددون شكل السلطة ويؤشرون مساراتها على خريطة المرحلة. ان ارادوها عمارا؛ عمرت، وان ارادوها خرابا؛ خربت، وعلى الشعب تسقط حمم الجحيم او نفحات النعيم، حسب من يتولى امره.. فالناس على دين ملوكها مسلوبة الارادة.. شاءوا الرحمة؛ رحموا بهم، وشاءوا النقمة؛ انتقموا... وهذا ما عاشه مواطنو بغداد في ظل مجلس ومحافظة بغداد، من خلال رجلين شتان بين ما يفعلان... |